Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 125-128)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
ثم ختم الله تعالى هذه السورة المباركة باربع آيات فيها مثال الكمال ، وجماع الاخلاق الفاضلة والتسامح والصبر ، والحثّ على التحمل ، ووعد بأننا اذا تحلّينا بهذه الاخلاق فانه سيكون معنا وينصرنا ويوفقنا . ادعُ يا محمد الى دين ربك بالحكمة ، والقول اللطيف بالموعظة الحسنة ، وجادل من يخالفك بالتي هي احسن ، وان اردتم عقاب من يعتدي عليكم ايها المسلمون فخذوا حقكم بان تعاقبوا بمثل ما فعل بكم ، وتأكدوا انكم ان صبرتم وتسامحتم ولم تقتصّوا لانفسكم فإنه خير لكم في الدنيا والآخرة ، لما في ذلك من ضبط النفس واستجلاب القلوب . عاقِبوا لأجل الحق ، ولا تعاقبوا لأجل انفسكم . ثم يلتفت الخطاب الى رسول الله { وَٱصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِٱللَّهِ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ } . فلا يأخذك الحزن لان الناس كلهم لا يهتدون ، فانما عليك واجب اداء الرسالة ، اما الهدى والضلال فهما بيد الله ، ولا يضيق صدرك من مكرهم وتدبيرهم ، فالله كافيك اذاهم ، وناصرك عليهم . وقد وفى بوعده . قراءات : قرأ ابن كثير واسماعيل : " في ضيق " بكسر الضاد . والباقون : " في ضيق " بفتح الضاد . ثم تأتي الختمة الحسنة في قوله تعالى : { إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ وَّٱلَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ } . ان الله مع الذين اتقوا محارمه فاجتنبوها ، والذين يحسنون في كل شيء ، فأولئك لا خوف عليهم ولا هم يحزنون . نسأل الله تعالى ان يجعلنا منهم ، وان يوفق هذه الامة الى الاحسان والتقوى والاتحاد ، والحمد لله رب العالمين .