Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 1-4)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
اتى امر الله : دنا وقرب . امر الله : وعده وحكمه . الروح : الوحي . انذروا : خوفوا : خصيم : مخاصم . كان مشركو مكةَ يستعجلون الرسولَ عليه الصلاة والسلام ان يأتيهم بعذاب الدنيا او عذاب الآخرة ، فجاء ملطعُ هذه السورة حاسماً : { أَتَىٰ أَمْرُ ٱللَّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوه } . وقد تحقَّقَ هذا الوعيدُ بان اهلك الله عدداً من صناديِدِهم في هذه الدنيا ونصر رسولَه والمؤمنين ، ولَعذابُ الآخرة أشدّ ، وهو واقعٌ لا ريب فيه { سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ } تَنَزَّه الله عنه ان يكون له شريك يُعبد دونه . قراءات : قرأ حمزة والكسائي : " تشركون " بالتاء ، والباقون " يشركون " بالياء كما هي في المصحف . { يُنَزِّلُ ٱلْمَلاۤئِكَةَ بِٱلْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوۤاْ أَنَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ أَنَاْ فَٱتَّقُونِ } . بعد ان تبرّأَ سبحانه من الشريك - بيّن انه تعالى وحدَه يعرف أسرار هذا الكون ، وانه يُنَزّلُ ملائكتَه بالوحي الذي يُحيي القلوبَ على من يريد من عبادِه الذين يصطفيهم ، لِيُعلِّموا الناس ، ويُنذِروهم بأنَّ إله الخلْق واحدٌ لا اله الا هو ، فاحذَروا ، وأخلِصوا له العبادة ، والتزِموا بالتقوى والإيمان . قراءات : قرأ الكسائي عن ابي بكر : " تنزيل الملائكة " بفتح التاء والنون والزاي المشددة . وقرأ ابن كثير وابو عمرو : " ينزل " بضم الياء وكسر الزاي من أنزل . والباقون : " ينزل " بضم الياء وكسر الزاي المشددة . { خَلَقَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ بِٱلْحَقِّ تَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ } . بعد ان بيَّن الله أنه تنزَّه عن الشريك ، وأنه هو الخالقُ الواحد ، وأمر الناسَ بتقواه وإخلاص العبادة له - أخذَ في عرضِ أدلَّة التوحيد ، والآياتِ الدالّة على النِعمة عرضاً لطيفاً هادئا . خلَق الله العالَمَ العُلويَّ والسفليَّ بما حوى بالحق على نهجٍ تقتضيه الحكمة ، لوم يخلقْه عَبَثا ، وقد تنزَّه عن ان يكونَ له شريكٌ يتصرَّفُ في مُلكِه ، او يستحقّ ان يُعبد مثله ، تعالى عن شِركهم ، وتعالى عما يشركون . قراءات : قرأ حمزة والكسائي : " تشركون " بالتاء . و { خَلَقَ ٱلإِنْسَانَ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ } ما أعجبَ هذا الانسانَ الذي خلقه اللهُ من مادة لا تُرى بالعين المجرَّدة ، فإذا به إنسانٌ قويٌّ مخاصِم مجادِل ، ان هذا الكون كلّه عجيب ، وأعجبُ ما فيه هذا الانسان .