Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 5-9)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
الانعام : الابل والبقر والمعز والغنم . الدفء : ما يدفئ الانسان من ثياب وغيرها . المنافع : ما يفيد الانسان منها من ركوب وحرث ولبن . وجمال : زينة . تريحون : تردونها من المرعى الى مَراحِلها بعد رعيها . تسرحون : تخرجونها صباحا الى مراعيها . الاثقال : الامتعة . بشق الانفس : بمشقة وتعب . قصد السبيل : الطريق المستقيم . جائز : مائل ، منحرف . { وَٱلأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ } . وقد تفضَّل اللهُ عليكم بأن خَلَقَ لكم الإبلَ والبقرَ والغنمَ والمَعز لتتّخِذوا من أصوافها وأوبارِها وأشعارِها وجلودها ما تحتاجون إليه في حياتكم وتشربون من ألبانِها ، وتأكلون من لحومها . { وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ } . ولكم في هذه الأنعامِ بهجةٌ وسرور عندما ترجع من مراعاها وهي مُقْبِلَةٌ مساءً ملأى البطون ، حافلةَ الضروع ، رائعةً سمينة ، وحين تُخرِجونها صباحاً إلى المرعى ، فإن منظَرَها يسرُّ الناظرين . وهذا يبدو لأهلِ الريفِ والبدو ، ولا يدركه أهل المدينة . { وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَىٰ بَلَدٍ لَّمْ تَكُونُواْ بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ ٱلأَنفُسِ } . وبعضُ هذه الأنعامِ كانت من وسائل المواصلات ولا تزال كذلك في كثيرٍ من البلدان ، تحمل أمتعتكم الثقيلةَ وتوصِلُكم الى بلدٍ لم تكونوا تستطيعون الوصولَ إليه بدنها إلاّ بكلّ مشقّةٍ وتعب . { إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ } إن ربّكم الذي هَيَّأ لكم كلَّ هذه النعم وجعلّها لراحتكم لهو رؤوف بكم واسع الرحمة لكم . { وَٱلْخَيْلَ وَٱلْبِغَالَ وَٱلْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً } . وخلَق لكم الخيلَ والبغالَ والحميرَ أيضاً لتركبوها ، وهي بالإضافة الى الإبلِ كانت وسائلَ النقل ، وزينةً لكم . وهذه اللفتةُ لها قيمتُها في بيان نظرة القرآنِ والإسلام للحياة ، فإن الجَمالَ عنصرٌ أصيل في هذه النظرة ، وليست النعمةُ مجردَ تلبيةِ الضرورات من طعامٍ وشرابٍ وركوب ، بل هناك ما يُدْخلُ السرورَ على الانسان ، ويلبّي حاسَّةَ الجَمال ووِجدانَ الفرحِ والشعورِ بالجمال . ومع ان هذه الوسائلَ أصبحت قديمة ، فإن كثيراً من الناس لا يزالُ يربِّي الخيلَ والإبلَ ويُسَرُّ فيها صباح مساء ، ولا تزال في كثير من البلدان فرقٌ كاملة من الفرسان والهجّانة في الجيشِ ، وهي من أجملِ الأشياء التي يحبُّها الانسان . { وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } . وهذا من عَظمة القرآنِ حيثُ أشار الى ما يجدُّ من وسائل النقل ، وستجدُّ وسائل كثيرة لا نعلمها نحن في الوقت الحاضر . والقرآن الكريم دائماً يهيّئ القلوبَ والأذهان بلا جمود ولا تحجُّر . ولحومُ الخيل محرَّمةٌ عند أبي حنيفة ، وحلالٌ عند مالكٍ والشافعيِّ وابن حنبل ، اما لحومُ البغال والحمير فهي محرَّمة عند أبي حنيفة والشافعيّ وابنِ حنبل ، ومكروهةٌ عند مالِك ، وجميعُها حلال عند الشِّيعة الإمامية مع الكراهة . { وَعَلَىٰ ٱللَّهِ قَصْدُ ٱلسَّبِيلِ } . وعلى اللهِ بيانُ الطريقِ المستقيم الذي يوصلكم الى الخير . " ومنها جائرٌ " ومن الطرق ما هو جائز منحرفٌ لايُوصلُ الى الحق ، وعلى الله بيانُ ذلك ليهتديَ إليه الناس . ثم أخبر سبحانه ان الهدايةَ والضلال بقدرته ومشيئته فقال : { وَلَوْ شَآءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ } . ولو شاءَ هدايتكم جميعاً لهداكم ، لكنّه شاء ان يخلُقَ الإنسانَ مستعدّاً للهدى والضلال وان يدعَ لإرادته اختيار الطريق .