Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 30-34)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ينظرون : ينظرون . أمر بك : حكم ربك فيهم . حاق بهم : أحطا بهم . بعد ان بين الله أحوالَ المكذبين وما ينالهم في الدنيا والآخرة ، وذكر هنا وصف المؤمنين وثقتَهم بالله ورسوله ، وما أعدّ لهم من الخير والسعادة في جناتٍ تجري من تحتها الأنهارُ جزاء ايمانهم واحسانهم . { وَقِيلَ لِلَّذِينَ ٱتَّقَوْاْ مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ خَيْراً لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ فِي هٰذِهِ ٱلْدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ ٱلآخِرَةِ خَيْرٌ } . وقيل للذين آمنوا بالله واتقوا : ما الذي أنزلَه ربُّكم على رسوله ؟ قالوا : أَنزل عليه القرآن فيه خيرُ الدنيا والآخرة للناس جميعا ، فكانوا بذلك من المحسنين . والله تعالى وعد بان يكافئ المحسنين بحياة طيبة ، وفي الآخرة لهم الجنةُ بما أحسنوا . { وَلَنِعْمَ دَارُ ٱلْمُتَّقِينَ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَآؤونَ كَذَلِكَ يَجْزِي ٱللَّهُ ٱلْمُتَّقِينَ } . لنِعم الدارُ التي يقيم فيها المتقون ، جناتُ عدْنٍ تجري من تحت قصورها واشجارها الانهار ، ولهم فيها ما يريدون من النعيم . ومثل هذا الجزاء الأوفى يجزي الله الذين اتقوه . وفي هذا حثٌّ للمؤمنين على الاستمرار على التقوى ، ولغيرِهم على تحصيلها . { ٱلَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ ٱلْمَلاۤئِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ٱدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } . هؤلاء المتقون تقبض الملائكة أرواحَهم طيبين ، طاهرين من دَنس الشِرك والمعاصي ، وتستقبلهم الملائكة بقولهم : سلام عليكم ، ادخلوا الجنةَ بما قدّمتم من أعمال صالحة في دنياكم ولن يصيبكم بعدَ اليوم مكروه . أخرج ابن جرير والبيهقي عن محمد بن القرظي قال : " إذا اشرفَ المؤمن على الموت جاءه ملَك فقال : السلام عليك يا ولي الله ، الله يقرأ عليك السلام ، وبشّره بالجنة " . ثم يعود الكلام عن المشركين من قريش : ماذا ينتظرون ، بعد عنادهم وكفرهم وتكذيبهم للرسول الكريم عليه صلواتُ الله وسلامه ؟ وجزاءُ كفرهم وتكبّرهم النارُ وبئس القرار . { هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيَهُمُ ٱلْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ كَذَلِكَ فَعَلَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَمَا ظَلَمَهُمُ ٱللَّهُ وَلـٰكِن كَانُواْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } . ماذا ينتظر كفار مكة الذين قالوا ان القرآن أساطيرُ الأولين غير ان تأتيَهم الملائكة لتبقضَ اوراحهم ، او يأتي أمر الله بالعذاب المهلك . وهم ليسوا بأول من كذّب الرسل ، فقد فعل مثلَهم الذين من قبلهم من الأمم وحلّ بهم العذاب ، وما ظَلَمهم اللهُ في ذلك ، فقد انذَرهم بواسطة الرسل ، وإنزاله الكتب ، ولكنْ ظلموا أنفسَهم بمخالفة الرسل وتكذيبهم ما جاؤا به . ثم اعقب الله ذلك بذكر ما ترتب على اعمالهم فقال : { فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُواْ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ } . لهذا نزلت بهم عقوبةٌ من الله جزاءَ ما عملوا من سيئات ، وأحطا بهم العذاب الذي كانوا يستهزئون به .