Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 24-29)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أساطير الاولين : أباطيل وخرافات السابقين من الأمم . الأوزار : الآثام واحدها وزر . ساء ما يزرون : بئس ما يعملون من آثام . فاتى الله بنيانهم من القواعد : هدمها من الأساس . فخر عليهم السقف : سقط عليهم . فالقوا السلم : استسلموا . مثوى المتكبرين : مكان إقامتهم . بعد ان ذكر الله تعالى دلائلَ التوحيد والبراهين الواضحة على بطلان عبادةِ الأصنام وعدَّدَ نِعمه على عبادِه وما سخَّره في هذا الكون للإنسان - أردفَ ذلك بذِكر شبُهاتِ من انكروا النبوة والجواب عنها فقال : { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ مَّاذَآ أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ أَسَاطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ } . كان كفار قريش وزعماؤهم يخشون أن يأتيَ الناسُ ويجتمعوا بالرسولِ الكريم عليه الصلاةُ والسلام ويقولون : ان محمداً رجلٌ حلو اللسان ، إذا كلّمه أحدٌ ذهب بعقله . وكانوا يرقبون الطرقَ المؤدّيةَ الى مكة حتى يمنعوا من يأتي قاصداً الرسولَ الكريم ويصدّوه ، كما يفترون على الرسول عليه الصلاة والسلام أقوالاً مختلقة ، فتارةً يقولون إنه ساحر ، وأخرى إنه شاعرٌ أن كاهن الخ ، وما هذا الّذي يأتي به إلا أباطيل الأُمم السابقة وخرافاتها يتلوها على الناس . وكل هذه الأمور الّتي يأتونها من نوعِ الدعاية يدبِّرونها حتى يتفادوا الإيمان بالنبيّ الكريم ولكنّ اللهَ هزمهم ونَصَرَ رسوله والمؤمنين . { لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ ٱلَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَآءَ مَا يَزِرُونَ } . إما عمِلوا ما عملوا ، وتقولَّوا الكذبَ ليصدُّوا الناسَ عن اتِّباع رسول الله ، ولتكون عاقبتهم أنهم يتحملون آثامَهم وآثام الذين غرَّروا بهم وأضلُّوهم فاتَّبعوهم على جهلٍ وبغير علم . { أَلاَ سَآءَ مَا يَزِرُونَ } بئس ما يرتكبونه من الإثمِ والذنوب . ثم بين لهم أن عاقبة مكرِهم عائدة إليهم ، كدأْب مَن قبلَهم من الأمم السابقة الذين اصابهم من العذاب ما أصبهم بتكذيب رسلهم ، فقال : { قَدْ مَكَرَ ٱلَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى ٱللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِّنَ ٱلْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ ٱلسَّقْفُ مِن فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ ٱلْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ } . ان الذين من قبلهم من الأمم السابقة قد مكروا برسلهم وكذّبوهم ودبروا لهم المكايد ، فأبطل الله كيدَهم ودمرهم بلادهم وهدمها من الأسس ، فانهارت البيوت وخرَّت سقوفها على أصحابها ، واتاهم العذاب من حيث لا يشعرون . والله سبحانه سوف لا يُنجيهم من العذاب في الآخرة ، بل لهم عذابٌ أشد واعظم . { ثُمَّ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَآئِيَ ٱلَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ ؟ } . يسألهم الله تعالى يوم القيامة على سبيل الخِزي والاستهزاء بهم ويقول لهم : اين الذين اتخذتموهم شركاءَ لي في العبادة ، وكنتم تحاربونني ورسُلي في سبيلهم ؟ أين هم حتى ينصروكم ويمدوا لكم يد العون ؟ فلا يستطيعون جوابا . { قَالَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ إِنَّ ٱلْخِزْيَ ٱلْيَوْمَ وَٱلْسُّوۤءَ عَلَى ٱلْكَافِرِينَ } . وحينئذ يقول الذين يعلمون الحقّ من الأنبياء والمؤمنين والملائكة ان الذل والخزيَ والهوانَ اليوم على الكافرين المكذبين . قراءات : قرأ نافع : " تشاقونِ " بكسر النون . والباقون " تشاقونَ " بفتحها . ثم يبيّن ان الكافرين الذين يستحقون هذا العذاب هم الذين استمروا على كفرهم الى ان تتوفاهم الملائكة وهم ظالمون : { ٱلَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ ٱلْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ } . ماذا يفعلُون في ذلك الموقفِ المخزي ؟ . { فَأَلْقَوُاْ ٱلسَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوۤءٍ } . إنهم استسملوا لَمّا عاينوا العذابَ قائلين : ما كنّا نشرك بربّنا احداً ، ولكنّ الله يكذّبهم بقوله : { بَلَىٰ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } . ان الله لا يَخفى عليه شيء ، وهو على علمٍ بما كنتم تكفرون وتكذبون . ثم بين الله تعالى مصيرهم المحتوم ، فقال : { فَٱدْخُلُوۤاْ أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى ٱلْمُتَكَبِّرِينَ } . ان مصيركم جهنمُ فادخلوها من أبوابها المتعددة ، وذوقوا الواناً من العذاب خالدين فيها أبداً ، وبئس المقامُ والمثوى لمن كان متكبراً عن اتّباع الرسل والاهتداء بما أُنزل عليهم من آيات . قراءات : قرأ حمزة : " الذين يتوفاهم " بالياء . والباقون بالتاء .