Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 58-60)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

الناقة : مبصرة : معجزة فيها دلالة واضحة . فظلموا بها : فكفروا بها . احاط بالناس : احاطت بهم قدرته . { وَإِن مِّن قَرْيَةٍ إِلاَّ نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَاباً شَدِيداً كَانَ ذٰلِك فِي ٱلْكِتَابِ مَسْطُوراً } . وقد جرت سُنتنا ان نهلك كل قرية ظالمة بمن فيها ، او نعذب اهلها عذابا شديدا بالقتل وغيره ، فليحذر قومك ذلك ، فقد جرى بذلك قضاؤنا ، وسُطر ذلك في اللوح المحفوظ . { وَمَا مَنَعَنَآ أَن نُّرْسِلَ بِٱلآيَاتِ إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا ٱلأَوَّلُونَ } . كان كفار قريش يقولون : يا محمد ، تزعم انه كان قبلك انبياء منهم من سُخرت له الريح ، ومنهم من كان يحيي الموتى ، فإنْ سرك ان نؤمن بك ونصدقك فادع ربك ان يجعل لنا الصفا ذهبا . فقال : ما منعنا من ارسال الآيات التي سألوها الا تذكيب الاولين بمثلها ، فان ارسلناها ، وكذبوا بها ، ارسلنا عليهم العذاب واستأصلناهم . { وَآتَيْنَا ثَمُودَ ٱلنَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُواْ بِهَا } . وقد كنا ارسلنا الناقة الى قوم ثمود فنحروها ، فكفروا ، فانزلنا عليهم العذاب فأبدناهم . { وَمَا نُرْسِلُ بِٱلآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً } فالآيات التي يرسلها الله ما هي الا لتخويف الظالمين ليعتبروا بها . { وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِٱلنَّاسِ } . واذكر ايها النبي اذ اوحينا اليك ان ربك هو القادر على عباده ، فهم في قبضته ، فبلّغ رسالتك ولا تخف من احد فهو يعصمك منهم ، فالله ناصرك ومؤيدك . في صحيح البخاري والترمذي عن ابن عباس قال : " وما جعلنا الرؤيا التي اريناك الا فتنة للناس " قال : هي رؤيا عين أُريها النبي صلى الله عليه وسلم ليلة أُسِرى به الى بيت المقدس . " والشجرة الملعونة في القرآن " هي شجرة الزقوم " . فقد افتتن اناس من المسلمين ليلة الاسراء فارتدوا ، وقامت ضجة كبرى في مكة كما مر في اول هذه السورة ، وكان ابو جهل يقول : ان محمدا توعدكم بنار تحرق الحجارة ، ثم يزعم انها تنبت شجرة ، وتعلمون ان النار ترحق الشجر ! ! وهؤلاء لا يعلمون أَنَّ الحياة الأخرى تختلف عن حياتنا كل الاختلاف ولكنهم ضلوا فلم يؤمنوا وفُتنا بالاسراء ، وفتنوا بالشجرة . { وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ طُغْيَاناً كَبِيراً } ونخوف هؤلاء الضالين ، فما يزيدهم هذا التخويف الا تماديا في الطغيان والضلال . والشجرة الملعونة ولا ذنب لها ، والمعنى ملعون آكلها ، وهذا التعبير كثير في كلام العرب .