Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 18, Ayat: 100-106)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

غطاء : غشاوة . اعتدنا هيأنا . نزلا : اصل النزل ما يُهيّأ للضيف النزيل ، وهنا جعل جهنم مكانا لهؤلاء الجاحدين ينزلون به . الهزؤ : السخرية . { وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ … } بعد ان ذكر الله تعالى انه اذا نفخ في الصور وجاء يوم القيامة جمع الناس من جميع اطراف الارض - بين هنا انه عند ذلك يُبرز جهنم ويعرضها للذين كفروا بالله ، الذين كانت اعينهم في الدنيا مقفلة ، وقلوبهم في غفلة عن ذكره ، وكانوا لا يستطيعون ان يسمعوا ذكر الله . ثم بين ان ما اعتمدوا عليه من المعبودات الاخرى لا تنفعهم ولا تنصرهم في ذلك اليوم . { أَفَحَسِبَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ أَن يَتَّخِذُواْ عِبَادِي مِن دُونِيۤ أَوْلِيَآءَ … } اظنوا ان اتخاذهم المعبودات الضعيفة التي لا تملك لهم ضرا ولا نفعا ينفعهم او ينجيهم من العذاب . إنا أعتدنا لهم جهنم مقرا ينالون فيه ما يستحقون من جزاء . وفي ذلك تهكم بهم ، وتخطئة في حسبانهم ذلك ، واشارة الى ان لهم وراء جهنم الوانا اخرى من العذاب . ثم بين سبحانه ما فيه تنبيه الى جهلهم وخسرانهم فقال : { قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِٱلأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً ٱلَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً } قل ايها الرسول لهؤلاء الجاحدين هل نخبركم بأشد الناس خسرانا لأعمالهم ، الذي بطل عملهم في الحياة الدنيا ، وهم يعتقدون انهم يحسنون بعملهم صنعا ! انهم عملوا بغير ما امرهم الله به ، وظنوا انهم بفعلهم هذا مطيعون له ، وقد ذهب سعيهم هباء فلم يجدِهم شيئا . ثم بين الله السبب في بطلان سعيهم فقال : { أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلاَ نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ وَزْناً } . هؤلاء الذين كفروا بما جاء به الرسول من دلائل وآيات ، وانكروا البعث والجزاء ولقاء الله فحبطت اعمالهم ، اي فسدت وبطلت . وأصل الحبوط انتفاخ بطن الدواب عندما تأكل شيئا يضرها من الكلأ ثم تلقى حتفها ، وهذا انسب شيء لوصف اعمال هؤلاء الكفار الذين هم اشبه شيء بالدواب . ولذلك سوف يهمَلون يوم القيامة ويتركون في جهنم ، ولا قيمة لهم . ثم بين مآلهم بسبب كفرهم وسائر معاصيهم بعد ان بين حبوط اعمالهم وخسرانهم فقال { ذَلِكَ جَزَآؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُواْ وَٱتَّخَذُوۤاْ آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُواً } ذلك الذي بيناه وفصلناه شأن هؤلاء ، وجزاؤهم جهنم بسبب كفرهم وسخريتهم بما انزل الله .