Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 18, Ayat: 92-99)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
السدين : الجبلين . خَرْجا : اجرة من اموالنا . ردما : حاجزا . زبر الحديد : قطع الحديد ، المفرد زبرة . الصدفين : واحدها صدف : جانب الجبل . قطرا : نحاسا مذابا ، او رصاصا . ان يظهروه : ان يرقوا عليه ويجتازوه . دكَّاء : مهدوما مستويا مع الارض . نفخ في الصور : الصور : قرنٌ ينفخ فيه فيحدث صوتا عاليا . { حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْماً لاَّ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً } . وهذه رحلة ذي القرنين الثالثة فلما وصل الى مكان بعيد بين جبلين وجد هناك قوما لا يفهمون ما يقال لهم لغرابة لغتهم وجهلهم . ويقال ان الجبلين المذكورين عند مدينة دربند ، بالقرب من مدينة ترمذ حيث يعرف بباب الحديد . { قَالُواْ يٰذَا ٱلْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي ٱلأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلَىٰ أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدّاً } . قال المجاورون لهذين الجبلين لذي القرنين انه يوجد اناس مفسدون في الارض وهم يأجوج ومأجوج ، ويقال انهم التتر والمغول ، وكانوا يغيرون على الأمم المجاورة لهم فيفسدون ويدمرون ، ولذلك توسل المجاورون الى ذي القرنين ان يجعل بينهم وبينهم سدا . ولذلك أجاب طلبهم بانه بحول الله وقوته سيبني هذا السد ، وشرع فيه وقال لهم : أعينوني بما تقدرون عليه من رجال وادوات احققْ لكم هذا الطلب و { أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً } . وطلب منهم ان يمدوه بقطع الحديد ، فاقام سدا عاليا ساوى به بين حافتي الجبلين ، ثم امر ان يوقدوا نارا حتى انصهر الحديد فصب عليه النحاسَ المذاب ، فاصبح سدا منيعا . ويقول الخبراء الذين زاروا تلك المنطقة : ان هذا السد موجود الآن ويُعرف بسد دربند ، وطوله 50 ميلا وراتفاعه 29 قدما ، وسمكه عشرة اقدام ، وتتخلله بعض الأبواب الحديدية ، وفي اعلاه برج للمراقبة . { فَمَا ٱسْطَاعُوۤاْ أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا ٱسْتَطَاعُواْ لَهُ نَقْباً } . فما استطاع يأجوج ومأجوج ان يجتازوه ، ولا ان ينقبوه لصلابته . وبعد ان أتم ذو القرنين بناء السد ، قال شاكرا لله : { قَالَ هَـٰذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّآءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقّاً } . ان هذا السد من رحمة الله بكم ، وسيظل قائما حتى يسويه بالارض ، وان امر الله نافذ لا محالة . وهذا النص لا يحدد زمنا معينا لخروج يأجوج ومأجوج ، ففي سورة الانبياء { حَتَّىٰ إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ وَٱقْتَرَبَ ٱلْوَعْدُ ٱلْحَقُّ … } فمن الجائز ان تكون هي غارات المغول والتتر التي دمرت ملك العرب بتدمير الخلافة العباسية على يد هولاكو ، ويكون هذا تصديقا للحديث الصحيح الذي رواه الامام احمد " عن زينب بنت جحش قالت : استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم من نومه وهو محمر الوجه وهو يقول : ويل للعرب من شر قد اقترب ، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذا . وحلّق باصبعيه السبابة والابهام . قلت : يا رسول الله انهلك وفينا الصالحون ؟ قال : نعم اذا كثر الخبث " . { وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعاً } وتركنا يأجوج ومأجوج خلق السد يموج بعضهم في بعض لكثرتهم الى ان نأمر بفتحِهِ ويخرجون الى ما وراءه يفسدون ويدمرون كعادتهم . فاذا كان موعد يوم القيامة ونفخ في الصور ، يجمع الله الخلائق جميعا للحساب والجزاء . قراءات : قرأ نافع وحمزة والكسائي وابن عامر وابو بكر ويعقوب : بين السدّين بضم السين . والباقون بين السدين بفتح السين ، وهما لغتان . وقرأ حمزة والكسائي : " لا يكادون يفقهون قولا " بضم الياء وكسر القاف . والباقون : يفقهون بفتح الياء والقاف . وقرأ عاصم وحده : يأجوج ومأجوج بالهمز . والباقون : ياجوج وماجوج بدون همز . وقرأ أهل الكوفة : خراجا ، الا عاصما : خرجا . وقرأ ابن كثير : ما مكنني . وقرأ ابن كثير وابو عمرو وابن عامر الصُدفين بضم الصاد والدال ، وقرأ ابو بكر : الصدفين بضم الصاد واسكان الدال . والباقون : الصدفين بفتح الصاد والدال . وقرأ حمزة وابو بكر : ائتوني . والباقون : آتوني بمد الهمزة . وقرأ اهل الكوفة : دكاء بالهمزة مع المد . والباقون : دكا ، بدون همزة .