Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 18, Ayat: 13-18)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

النبأ : الخبر العظيم . وربطنا على قلوبهم : قوّينا عزائمهم . الشطط : الجور والظلم . السلطان المبين : الحجة الظاهرة . اعتزلتموهم : بعدتم عنهم وتجنبتموهم . المرفق : كل ما ينتفع به . تزاور : اصله تتزاور ، تميل . وتقرضهم : تجاوزهم . في فجوة منه : متسع من الارض . وتحسبهم ايقاظا : تظنهم صاحين غير نائمين . وهم رقود : جمع راقد نائم . باسط ذراعيه : عندما يجلس الكلب فانه يمد ذراعيه . بالوصيد : فناء الكهف . نحن نقصّ عليك أيها الرسول خَبَرهُم بالصدق ، إنهم شبابٌ آمنوا بربهم وسط قوم مشركين ، وزِدناهم هدى بالتثبيت على الإيمان . وثبّتنا قلوبهم ، فثبتوا ولم يرهبوا أحدا ، ووقفوا وقفة واحدة فقالوا : ربّنا الحقُّ ربُّ السماوات والارض ، ولن نعبدَ غيره إلهاً ، ولن نتحول عن هذه العقيدة ، لأننا اذا دَعَوْنا غيرَ الله نكون قد بعُدنا عن الحق وتجاوزنا الصواب . ثم إنهم تشاوروا فيما بينهم ، فقال بعضهم لبعض : ما دمنا قد اعتزلْنا قَوْمَنا في كفرهم وشِركهم ، فالجأوا الى الكهف فراراً بدِينكم ، وأخلِصوا لله العبادة ، فإنه تعالى يبسط لكم الخير من رحمته في الدارَين ، ويسهل لكم من امركم ما تنتفعون به من مرافق الحياة . ثم بين تعالى حالهم بعد ان لجأوا الى الكهف فقال : { وَتَرَى ٱلشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ ٱلْيَمِينِ … } . وانك ايها المخاطَب لو رأيتَ الكهف لرأيت الشمس حين طلوعها تميل عنه جهةَ اليمين ، ورأيتها حين الغروب تتركهم وتعدِلُ عنهم جهةَ الشمال ، وهم في متّسع من الأرض ، فحرارة الشمس لا تؤذيهم ، ونسيمُ الهواء يأتيهم . وذلك كلّه من دلائل قدرة الله ، فمن اهتدى بآيات الله فقد هداه وفقَ ناموسه حقا ، ومن لم يأخذ بأسباب الهدى فقد ضلّ ، ولن تجد له من يرشدُه ويهديه . وتظنهم أيها الناظر منتبهين ، وفي الحقيقة هم نيام ، ونقلّبهم في نومهم مرةً يمينا ، وأُخرى يسارا لنحفظ أجسامَهم من تاثير الارض ، وكلبُهم الذي صاحَبَهم مادٌّ ذراعيه بفناء الكهف وهو نائم في شكل اليقظان . ولو شاهدتَهم وهم على تلك الحال لهربتَ منهم ، { وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً } ولفزعت منهم فزعا شديدا ، لأنهم في وضع غريب ، وذلك لكيلا يدنو منهم احد ولا تمسّهم يد . قراءات : قرأ ابن عامر واهل المدينة : " مَرفِقا " بفتح الميم وكسر الفاء . والباقون : " مِرفقا " بكسر الميم وفتح الفاء . وقرأ ابن عامر ويعقوب : " تزورّ " بفتح التاء وإسكان الزاي وتشديد الراء . والباقون : " تزاور " . وقرأ اهل الحجاز : " لملّيت " بتشديد اللام وبالياء وبدون همزة . والباقون " لملئت " بالهمزة .