Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 18, Ayat: 1-8)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
عوجا : العِوج بكسر العين عدم الاستقامة . قيّما : مستقيما ، معتدلا . البأس : العذاب . من لدنه : من عنده . كبرتْ كلمة : ما اعظمها من مقالة في الكفر ، ومعنى الكلام الاستغراب والتعجب . فلعلك باخعٌ نفسَك : لعلك مهلكٌ نفسك . على آثارهم : من بعدهم . صعيدا جرزا : تراباً لا يُنبت . ان الله تعالى يحمد نفسه المقدسة عند فواتح الأمور وخواتمها ، ولهذا حمد نفسه على إنزاله القرآنَ على رسوله الكريم ، وهو اعظم نعمة أنعمها الله على أهل الارض . فبه أَخرجهم من الظلمات الى النور ، ولم يجعل فيه اعوجاجا لا باختلال ألفاظه ، ولا بتباين معانيه ، بل جعله مستقيما معتدلا ، لا إفراط فيه ولا تفريط ، لينذر الجاحدين بعذاب شديد من عنده ، ويبشر المؤمنين الذين يعملون الاعمال الصالحة بأن لهم ثوابا جزيلا . { مَّاكِثِينَ فِيهِ أَبَداً } مقيمين فيه ابدا . وينذر على الخصوص الذين قالوا إن الله اتخذ ولدا ، وهو منزه عن الولد والشريك . ولا دليل لديهم على قولهم هذا لا هم ولا آباؤهم ، فما أعظمَ هذا الافتراء ، وما اكبر هذه الكلمة التي تفوهوا بها ! وما قولهم هذا الا محض اختلاق وكذب . { فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَىٰ آثَارِهِمْ } لا تهلك نفسك أيها النبي أسفاً وحسرة عليهم . لأنهم لم يؤمنوا بالقرآن ، أبلغهم رسالة ربك ، فمن اهتدى منهم فلنفسه ، ومن ضل فانما يضل عليها . إنا خلقناهم للخير والشر ، وصيرنا ما فوق الارض زينة لها ومنفعة لأهلها ، لنرى من يحسن منهم ومن يسيء ، ويمتاز افراد الطبقتين بعضهم عن بعض بحسب درجات اعمالهم . { وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيداً جُرُزاً } وانا لجاعلون الارض وما عليها تراباً لا نبات فيه عند انقضاء الدنيا . والخلاصة ان { كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ } [ الرحمن : 27 ] .