Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 18, Ayat: 65-70)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
رشدا : اصابة الخير . على ما لم تحط به خُبرا : على معرفة الشيء معرفة تامة . والخُبر : المعرفة . ذكرا : بيانا وشرحا . فلما بلغا تلك الصخرة وجدا عندها رجلا صالحا اعطاه الله الحكمة ، أي علّمه من عنده علما كثيرا . وسلم عليه موسى ، وقال له : هل اصحبك لتعلمني مما علمك الله أسترشدُ به في امري ؟ فقال الرجل الصالح : انك لن تستطيع الصبر على ما تراه مني . وكيف تصبر على أمور ظاهرها منكر ، وباطنها مجهول لا خبرة لك بمثلها ؟ قال موسى : ستجدني ان شاء الله صابرا معك مطيعا لك فيما تأمر به . قال الرجل الصالح : ان سرت معي ورأيت اني عملت عملاً منكرا فلا تعترض علي وتسألني عنه حتى أحدثك عنه وأبين لك سره . وهذا العبد الصالح اختلف العلماء فيه ، هل هو الخضر كما هو شائع بين اكثر المفسرين او هو رجل آخر ، وهل هو نبي او ملك من الملائكة ، او ولي ؟ وهذا قول كثير من العلماء . واختُلف فيه : هل هو لا يزال حيا الى اليوم او انه مات ، فقد انكر البخاري ان يكون حيا ، وعلماء السنة يقولون انه ميت بدليل قوله تعالى : { وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ ٱلْخُلْدَ } [ الأنبياء : 34 ] . وبذلك جزم ابنُ المناوي وابراهيم الحربي وابو طاهر العبادي ، وابو يعلى الحنبلي ، وابو الفضل بن تامر ، والقاضي ابو بكر بن العربي ، وابو بكر بن النقاش ، وابن الجوزي . قال ابو الحسين بن المناوي : بحثت عن تعمير الخضر ، وهل هو باق ام لا فاذا اكثر المغفلين مغترون بانه باق ، والاحاديث الواردة واهية والسند الى اهل الكتاب ساقط لعدم ثقتهم . وقال في " فتح البيان " : والحق ما ذكره البخاري واضرابه في ذلك ، ولم يرد في ذلك نص مقطوع به ، ولا حديث مرفوع اليه صلى الله عليه وسلم حتى يقيمه عليه . ويقول الصوفيون انه حي ، وان بعضهم لقيه ، وهذا كلام ليس عليه دليل ويناقض نصوص القرآن . وبما انه لم يرد نص معتمد في القرآن او الحديث فاننا نكتفي بالعبرة من القصة ، ولا يهمنا معرفة الاسماء والاشخاص . وقد كتب الحافظ ابن حجَر في " الاصابة " بحثا طويلا في نحو عشرين صفحة قال فيه : وقد جمعت من اخباره ما انتهى إليّ علمه مع بيان ما يصح من ذلك وما لا يصح .