Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 19, Ayat: 16-21)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

انتبذتْ : اعتزلت . مكاناً شرقيا : شرقي بيتَ لحم ، وذلك في الغور لأنه المكان الوحيد في بلادنا الذي يثمر فيه النخل . روحنا : جبريل . بشَرا سويا : رجلا كامل الخلقة . أعوذُ : أَعتصم والتجىء . تقيا : مطيعا . لأهَبَ : لأكون سببا في هبته لك . زكيا : طاهرا . أنَّى يكون لي غلام : كيف يكون لي غلام . آية : علامة على قدرة الخالق . مقضيّا : محتوما . بعد ان ذكر الله قصة زكريا واستجابة دعائه ، ويحيى الذي اوجده الله من شيخين فانيين - ثنى بقصة عيسى لأنها اغرب من ذلك . وقد فتنت قصة عيسى عليه السلام كثيرا من البشر حتى تصوروه إلهاً ، ونسجوا حوله كثيرا من الخرافات والاساطير ، فجاء القرآن الكريم يقص كيف وقعت هذه القصة العجيبة ، ويبرز دلالتها الحقيقية ، وينفي تلك الخرافات والاساطير . واذكر ايها الرسول ما في القرآن من قصة مريم حين اعتزلت عن اهلها في مكان شرقيّ بيت لحم والقدس حيث كانوا يقيمون . وضربت بينها وبينهم حجابا . فارسلنا اليها جبريل في صورة انسان معتدل الخلق ، فلما رأته مريم فزعت منه وقالت : اني استجير بالرحمن منك ان كنت تتقي الله وتخشاه . فقال جبريل مجيباً لها ومزيلا لما حصل عندها من الخوف على نفسها : لا تخافي اني رسول من ربك لاكون سببا في ان يهب الله لك غلاما طاهرا مبرأ من العيوب . فعجبت مريم مما سمعت وقالت لجبريل : كيف يكون لي غلام ، ولست بذات زوج ، ولم يقربني انسان ولست من اهل الفجور ؟ . فقال لها الروح الامين : ان الله قد قال : ان هذا الأمر عليه هين ، وان اسباب الولادة لا تنحصر عند الله بما هو المعتاد من زوجين ، فانه كما اوجد آدم من غير اب وأم ، واوجد هذا الكون من العدم - فانه يهب لك الغلام من غير اب { إِذَا قَضَىٰ أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } [ آل عمران : 47 ] . وقد نفخ جبريل في قميصها فكانت تلك النفخة سببا للحمل ، كما في قوله تعالى : { وَٱلَّتِيۤ أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا } [ الأنبياء : 91 ] . وفي سورة التحريم الآية 12 { وَمَرْيَمَ ٱبْنَةَ عِمْرَانَ ٱلَّتِيۤ أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا } وقد قدرنا ذلك لنجعلَ خلقه برهانا على قدرتنا كما يكون رحمة لمن يهتدي به ، وكان خلق عيسى محتوما . قراءات : قرأ ابو عمرو ونافع : ليهب لك ، بالياء . والباقون : لأهب لك كما هو في المصحف .