Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 19, Ayat: 1-6)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

كاف . ها . يا . عين . صاد . هكذا تُقرأ . وهي تنبيه للسامعين ، وتوجيه لنظرهم . وهَن العظم مني : ضعف ورقّ من الكبر . اشتعل الرأسُ شيبا : صار الشيب كأنه نار ، والشَّعر كالحطب ، والمقصود أن رأسه شابَ من الكبر . ولم اكنْ بدعائك ربِّ شقيا : وكنت بدعائي لك سعيدا غير شقي ، فإنك كنتَ تستجيب لي دائما . الموالي : أقارب الرجل . من ورائي : من بعد موتي . عاقر : لا تلد ، ويقال للرجل والمرأة عاقر . وليّا . وراثا . رضيّا : مرضيّا عندك . ذُكر زكريا في القرآن الكريم ثمان مرات : في سورة آل عمران ، والانعام ، ومريم والأنبياء . ولم يذكر نسب زكريا في القرآن ، ولا في كتب الأنبياء عند اهل الكتاب . وكل ما هو معروف أنه من وَلَدِ سليمان بن داود ، وكان زوجاً لخالة مريم . وذكر في حديث المعراج ان زكريا ويحيى ابنا خالةٍ وعلى هذا يكون ذلك تجوُّزا . ويحيى بن زكريا عُرف عنه الصلاح وطلبُ العلم منذ صباه ، فكان يقضي أكثر أوقاته في البريّة يعيش على العسَل والجراد ، حتى حصل على رتبة عالية في الشريعة الموسوية ، وأصبح مرجعا مهماً لكلِّ من يَستفتي في أحكامها . { وَآتَيْنَاهُ ٱلْحُكْمَ صَبِيّاً } . وكان يحيى على أكملِ أوصاف الصلاح والتقوى ، وقد نُبّىء قبل الثلاثين ، وكان يدعو الناس الى التوبة من الذنوب ، وكان يُعَمِّدُهم في نهر الأردن للتوبة من الخطايا . وهو الذي عمَّدَ المسيح واسمه عندهم " يوحَنّا المَعْمَدان " . وكان حاكمُ فلسطين في زمنه " هيرودس " وكانت له بنت أخٍ يقال لها " هيروديا " كانت بارعةَ الجمال ، فأراد عمُّها ان يتزوجها . وكانت البنت موافقةً وكذلك أمها ، غير ان يحيى لم يرضَ عن هذا الزواج لأنه محرَّم . فاخذت الأُم ابنتَها الى مجلس عمِّها وجعلتها ترقص له ، وقالت لها : إذا عَرَضَ عليك شيئا ، فاطلبي رأس يحيى . ففعلتْ . ووفّى لها عمّها الحاكمُ بذلك … قتل يحيى وأحضر لها رأسه على طبق . وبعد ان قُتل يحيى أخذ المسيحُ يَجْهَرُ بدعوته ، وقام في الناس واعظاً . { ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّآ … } . نقصّ عليك أيها الرسول خَبَر رحمتِنا لعبدِنا زكريا حين دعا ربَّه في خفيةٍ عن الناس ، فقال : ربِّ إني قد ضعُفت ، وشابَ رأسي ، وإنك يا ربّ تمنُّ عليَّ دائما وتستجيب دعائي . لذلك فإني سعيدٌ بدعائي لك ، ولم أكن به شقيا . لقد خِفتُ بعد موتي ألا يحسن أقاربي القيامَ على امر الدين ، وامرأتي عاقر لا تلد ، فارزقْني من رحمتِك وفضلِك غلاماً يخلُفُني في قومي ، اجعله يا ربّ يرثني في العلم والدِين ، ويرِث من آل يعقوب واجعلْه يا رب بَرّاً تقيا مرضيا عندك وعند خلقك . والمراد بالوراثة هنا وراثةُ العلم والدين ، لأن الأنبياء لا يُوَرّثِون مالاً ولا عقارا . قراءات : قرأ ابو عمرو والكسائي : يرثْني ويرثْ من آلِ يعقوبَ بجَزْمِ الفِعلين .