Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 19, Ayat: 27-35)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

فريا : عجيبا ، مختلقا . يا اختَ هارون : يا شبيهة هارون في التقوى والصلاح . المهد : الموضع يهيَّأ للصبي . الكتاب : الإنجيل . يمترون : يشكّون ويتنازعون . بعد ان وضعتْ مريم وليدها أقبلت على أهلِها تحمل عيسى ، فقالوا لها مستنكرين : يا مريم ، لقد جئتِ أمراً عظيماً منكَرا ! ! . يا أخت هارون ، يا من انتِ شبيهةٌ بهارونَ النبيّ في التقوى والصلاح ، كيف يصدر عنكِ هذا العمل المنكر ، وما كان أبوك بالفاجر ، ولم تكن أُمك من البغايا ! فمِن أين لك هذا الولد ؟ روى أحمدُ ومسلم والترمذي والنَّسائي وعبد بن حميد وغيرُهم عن المغيرة بن شعبة قال : " بعثني رسولُ اللهُ صلى الله عليه وسلم إلى أهل نجرانَ فقالوا : أرأيتَ ما تقرأون : { يٰأُخْتَ هَارُونَ } وموسى وهارون قبل عيسى بزمنٍ بعيد . قال فرجعتُ ، فذكرت ذلك لرسول الله فقال : ألا اخبِّركم أنهم كانوا يُسَمَّون بالأنبياء والصالحين قبلهم ! يعني يُشَبَّهون بهم " . وفي دائرة المعارف البريطانية : ان القرآن غَلطَ تاريخياً حين قال : { يٰأُخْتَ هَارُونَ } في سورة مريم مع أن بينَ مريمَ وهارونَ أخِ موسى مئاتِ السنين . وهذا طبعا من الافتراءات المبنيّة على الجهل الفاضح ، والحديثُ المذكور يفسّر ذلك . { فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ … } . فأشارت الى ولدها عيسى ليكلموه ، فقالوا : كيف نكلم طفلا لا يزال في المهد ، وهم يظنون انها تزدري بهم . فلما سمع عيسى كلامهم أنطقه الله : { قَالَ إِنِّي عَبْدُ ٱللَّهِ آتَانِيَ ٱلْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً } . يعني انه سيؤتيه الإنجيل ، ويجعله نبيّا ، ويكون مباركاً في كل أوقاته ، وأين ما كان ، معلّماً للخير ، وأوصاني بالصلاة وأداء الزكاة مدةَ حياتي ، كما أمرني ان اكون بارّا بوالدتي مطيعا محسناً لها ولم يجعلْني متجبّرا في الناس ولا شقيّا بمعصيته . { وَٱلسَّلاَمُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً } . وهذه الآية مثلُ الآية التي وردت في يحيى في نفس السورة رقم 15 . ذلك الذي ذُكرت مناقبه واوصافه هو عيسى بن مريم ، وهذا هو القول الحق في شأنه الذي يجادل فيه المبطلون ، ويشك في امر نبوته الشاكّون ، لا ما يقوله الذين ألّهوهُ ، او المتهمون لأمه في مولده . { مَا كَانَ للَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ سُبْحَانَهُ … } . تعالى الله وتنزَّهَ عن ان يتخذ ولدا . والولد إنما يتخذه الفانُونَ والضِعاف ، واللهُ باقٍ قادر لا يحتاج مُعينا . والكائنات كلّها توجد بكلمة منه ، فهو إذا قضى أمراً من الأمور نفذت إرادته بكلمة - كن - فما يريد تحقيقه يحققه بتوجُّهِ الإرادة لا بالولد المعين . جاء ذكر عيسى بلفظ المسيح تارةً وبلفظ عيسى بن مريم في القرآن في ثلاثَ عشرةَ سورة ، وفي ثلاثٍ وثلاثين آية منه . قراءات : قرأ الكسائي : آتاني واوصاني بالامالة . وقرأ عاصم وابن عامر ويعقوب : قول الحق ، بنصب قول على انه مصدر . والباقون : قولُ الحق ، على انه خبر المبتدأ .