Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 165-167)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
الند : المماثل جمعه انداد . السبب ، وجمعه أسباب : أصل معناه الحبلُ ثم أصبح يطلق على كل ما يُتوصل به الى مقصد من المقاصد . الكرة : العودة . الحسرة : شدة الندم . بعد ان بين الله تعالى ظواهر الكون الدالة على قدرة الخالق وعظمته يقول هنا : رغم هذه الدلائل الواضحة ، والآيات البيّنات اتخذ بعض الناس ممن ضلت عقولهم أرباباً متعددة غير الله ، وجعلوهم اندادا له يطيعونهم ويعبدونهم ويحبونهم كحب المؤمنين لله ، وقد يكون هؤلاء الأرباب من رؤسائهم الذين يتبعونهم ويتعلقون بهم ، وقد يكونون احجاراً أو أشجارا ، أو نجوما وكواكب ، أو ملائكة وشياطين ، أو حيوانات وهذا شرك عظيم . والذين آمنوا أشد حباً لله من كل ما سواه . والتعبير هنا بالحب جميل فوق انه صادق . فالصلة بين المؤمن الحق وبين الله هي صلة الحب والانقياد التي لا تنقطع ، فهو يلجأ الى الله دائما عند كل شدة أو نائبة . ولو يشاهد الذين ظلموا أنفسهم بتدنيسها بالشرك ما سينالهم من العذاب يوم القيامة ، يوم تكون القوة جميعها لله وحده ؛ وانهم كانوا ضالين حين لجأوا الى سواه ، ويتحققون من ان الله شديد العذاب لو يرون حين يتبرأ الرؤساء المتبوعين من الذين اتبعوهم ، وحينَ تنقطع بينهم الأواصر والعلاقات وينشغل كل بنفسه ، وتظهر حقيقة الالوهية وكذب القيادات الاخرى وضعفها وعجزها أمام تلك القدرة لندموا أشد الندم . { وَقَالَ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُواْ … } وسيقول التابعون ، عندما يتبين لهم أنهم كانوا مخدوعين ، ليت لنا رجعة الى الدنيا حتى نتبع سبيل الحق ، ونتبرأ من هؤلاء الضالين المضلين كما تبرأوا منا . عند ذلك تبدو لهم أعمالهم السيئة فتكون حسراتٍ عليهم وندامة ، وما هم بخارجين من النار . القراءات : قرأ ابن عامر ونافع ويعقوب " ولو ترى الذين ظلموا " بالتاء ، خطاباً للنبي صلى الله عليه وسلم . ولو ترى ذلك لرأيت امرا عظيماً . وقرأ ابن عامر " اذ يُرون العذاب " على البناء للمفعول . وقرأ يعقوب " ان القوة لله " بكسر همزة ان .