Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 194-194)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
الشهر الحرام : هنا : ذو القعدة . وهو أحد الأشهر الحرم الأربعة . الحرمات : كل ما يجب احترامه والمحافظة عليه . القصاص : المقاصة والمقابلة بالمثل . الأشهر الحرم : رجب . ذو القعدة . ذو الحجة . والمحرم . وكانت العرب تحرّم القتال في هذه الأشهر ، ثم جاء الاسلام فأقر ذلك . وفي عام ست من الهجرة أعلن النبي للمؤمنين وللناس جميعا أنه يريد العمرة ودعا الناس للخروج معه . وأحرم بالعمرة وساق معه سبعين بدنة هَدْياً الى الله . وخرج معه ألف وأربعمائة من أصحابه . فلما بلغوا الحديبية ، وهو مكان قرب مكة ، خرجت قريش متأهبة للقتال ومنعته من دخول مكة . ثم جرت مفاوضات انتهت بالصلح على ان يرجع رسول الله من مكانه في ذلك العام ، ويعود في العام المقبل ليؤدي العمرة . فنحر الهديَ في ذلك المكان ، وحلق ، وأمر أصحابه ان يفعلوا ذلك وعاد الى المدينة . فلما كان العام المقبل خرج معتمرا ومعه أصحابه ، ودخلوا مكة وأتموا العمرة ومناسكها ومكثوا فيها ثلاثة أيام ثم رجعوا الى المدينة . وهذا معنى قوله : الشهر الحرام بالشهر الحرام … يعني أن ذا القعدة الذي أوصلكم الله فيه الى حرمه وبيته ، على كراهة مشركي قريش ، حيث قضيتم مناسككم لهو بالشهر الحرام الذي صدكم فيه مشركوا قريش قبل عام . وهكذا فقد أقصّكم الله منهم أيها المؤمنون . فاذا اعتدوا عليكم في الشهر الحرام وقاتلوكم فيه ، فقابلوا ذلك بالدفاع عن أنفسكم فيه . انه حرام عليهم كما هو حرام عليكم . وفي الحرمات والمقدسات شُرع القصاص والمعاملة بالمثل ، فمن اعتدى عليكم في مقدساتكم فادفعوا عدوانه بالمثل ، واتقوا الله فلا تسرفوا في القصاص ، واعلموا ان الله مع المتقين بعينهم وينصرهم . وكان صلح الحديبية أول نصر سياسي كبير واعظم توفيق من الله لنبيه الكريم ، وذلك باعتراف قريش به وبالمفاوضة معه وتوقيع الصلح .