Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 200-203)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
الخلاق : النصب والحظ . المناسك : العبادات ، وغلبت على مناسك الحج . في هذه الآيات يعلمنا سبحانه ان نترك عمل أهل الجاهلية ، حيث كانوا اذا فرغوا من الحج ذهبوا الى أسواق تقام في أماكن مختلفة ، وشغلوا أنفسهم بالتفاخر بذكر الآباء ومآثرهم . هناك كانوا يتناشدون الاشعار والخطب ويعاقرون الخمر ، وربما قامت من جراء ذلك منازعات تجر الى الحروب والخصام . وهنا يرشدنا الله فيقول : فاذا فرغتم من أعمال الحج فدعوا ما كنتم عليه وما كان عليه آباؤكم في الجاهلية واشغلوا أنفسكم بذكر الله كما كنتم تذكرون آباءكم ، بل اذكروه أكثر من ذكركم لهم ، لأن الله أَولى بالذكر منهم . ثم يعرض علينا صورتين من أخلاق البشر احداهما ذميمة والأخرى خيرة . فيقول : ان بعض الناس همّه الدنيا فقط فهو يقصُر دعاءه على عرض الدنيا وخيراتها الزائلة ، هؤلاء لا حظ لهم في الآخرة ولا نصيب . ومنهم من وفقه الله فاتجه بقلبه الى طلب الخير في الدنيا والآخرة ، هؤلاء يطلبون سعادة الدارين ، فلهم نصيب كبير مما كسبوا ، والله يعطيهم ما طلبوا . وهو يرغّبنا ان ننهج منهجهم ونسير على سيرهم . { وَٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ فِيۤ أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ } هي ايام مِنى الثلاثة وتسمى ايام التشريق . وفي هذه الأيام ترمى الجمار ، والجمار حصيّات ترمى في أماكن معينة في منى ، فيجوز للحاج ان يمكث يومين ثم يذهب الى الحرم لينهي حجه ، ويجوز له ان يمكث ثلاثة ايام كما قال الله تعالى . واتقوا الله تعالى حين أدائكم الحج ، واعلموا انكم ستحشرون اليه يوم القيامة ، والعاقبة يومئذ للمتقين . بهذه الآيات تم الكلام على الحج ومناسكه وآدابه وبعض الآداب العامة .