Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 204-207)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يشهد الله : يحلف بالله . ألد الخصام : أشد الخصام . تولى : انصرف وأدبر ، وبعضهم فسرها بانه تولى الحكم والسلطان فكان فساده أعظم . الحرث والنسل : الزرع والولد . أخذته العزة بالاثم : حملته الانفة والحمية . المهاد : الفراش . يشري نفسه : يبيعها . ابتغاء مرضاة الله : من اجل رضاء الله . في هذه الآيات الكريمة يعرض علينا تعالى نموذجين من صور البشر ، الاول : ذلك المنافق الشرير صاحب المظهر الحسن واللسان الذلق اللطيف ، الذي يعجب به الناس . اما فعلُه فهو سيء قبيح . انه يُشهد الله على أنه مؤمن صادق ، لكنه كذاب آثم خدّاع ، شديد الخصومة . فاذا انصرف من المجلس سعى في الفساد فاحرق الزرع وأهلك النسل والحيوانات . ان الله تعالى لا يحب المفسدين ، بل يمد لهم ثم يأخذهم أخذ عزيز مقتدر . واذا دُعي ذاك الرجل الى الصلاح والتقوى لم يرجع الى الحق ، بل تكبّر وشمخ بأنفه وأخذته حمية الجاهلية . ان هذا الصنف من الناس مصيره الى جهنم وبئس القرار . قال الطبري : نزلت هذه الآية في الأخنس بن شريق ، فقد جاء الى النبي بالمسجد وأظهر الاسلام ، وكان حسن المنظر فصيحا . ولما خرج وتولى صادف في طريقه زرعاً للمسليمن فأحرقه ، وبعضَ الحيوانات فقتلها . وعلى اي حال فإن العبرة بعموم اللفظ ، والآية تنطبق على كل خداع منافق غشاش . والثاني : ذلك الذي يؤمن بالله إيماناً حقيقيا ، ويبذل نفسه في سبيل إعلاء دينه ، فلا يطلب عرض الدنيا وزخرفها . وأمثال هذا رضي الله عنهم ، وأعد لهم يوم القيامة جنات عدن يدخلونها ، ورحمة من الله واسعة . ويقال إنها نزلت في صهيب الرومي ، وقيل فيه وفي غيره . والعبرة كما قدمنا بعموم اللفظ ، فهي عامة في كل من يبذل نفسه وماله في سبيل الله .