Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 208-209)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

السلم : السلام ، ودين الاسلام ، والصلح ، والانقياد . خطوات : جمع خطوة بضم الخاء ، وهي المسافة ما بين قدمي الماشي ، والمعنى هنا آثار الشيطان واتباعه . الزلل : عثرة القدم ، وهنا معناه الانحراف عن الحق . البينات : الحجج . بعد ان بين الله في الآيات السابقة ان الناس فريقان : فريق يسعى في الارض بالفساد ، وفريق يبغي بعمله رضوان الله وطاعته دعا الناس كافة في هذه الآية الى الدخول في السلام وهو دين الاسلام . فان الاسلام اساسه السلام ، وشعاره " السلام عليكم " . فالله سبحانه يأمر الذين آمنوا بالعمل بشرائع الاسلام كلها … خذوا الاسلام بجملته واعملوا به تكونوا قد دخلتم في السلام ، واعتصمتم بحبل الله . يومذاك تدخلون في عالم كله سلام . سلام مع النفس والضمير ، ومع العقل والمنطق ، سلام مع الناس ومع الوجود كله ، سلام في الارض وسلام في السماء . ومعنى " كافة " أي في جميع أحكام السلام والاسلام ، لا في بعضها فقط ، وكان بعض مؤمني أهل الكتاب يعظّمون السبت ويحرمون الابل وألبانها ، وغير ذلك مما كانوا يفعلون ، فأمرهم الله تعالى ان يتركوا كل ما كان سابقا ويدخلوا في الاسلام ويعملوا بجميع شرائعه . { وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ ٱلشَّيْطَانِ } أي لا تسيروا في طريق الشيطان الذي يدفعكم الى الشقاق والنزاع . { إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ } . وهذه الآية نص واضح في دعوة المؤمنين الى السلام ، فالحرب والخصام سيرٌ وراء الشيطان . والآية تدعو المؤمنين الى ان يكونوا مسالمين مع أنفسهم … ويدلّ هذا النص على ان الأصل في العلاقة بين الدولة الاسلامية وغيرها هي السلم ، ففي الوقت الذي كان فيه قانون الغاب يجدد العلاقات بين الدول جاء الاسلام بهذا المبدأ السامي . فالحرب التي شرعها الاسلام انما هي لتثبيت دعائم السلم ، وتحقيق العدل لا للعدوان على الآخرين . فان انحرفتم أيها المؤمنون عن الطريق ، وأخطأتم الحق ، من بعد ما جاءتكم حججي ، وبينات هداي ، فاعلموا ان الله ذو عزة ، لا يمنعه الانتقامَ منكم مانع ، ولا يدفعه عن عقوبتكم على مخالفتكم له دافع . القراءات : قرأ ابن كثير ونافع والكسائي " السلم " بفتح السين والباقون " السلم " بكسرها ، وخطوات بضم الطاء وسكونها قراءتان سبعيتان ، تقدم ذلك في الآية 168 .