Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 256-256)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

تبين : ظهر ووضح . الرشد : بالضم والرشد ، والرشاد : الهدى وكل خير . الغي : الجهل . الطاغوت : الشيطان ، وكل ما يُعبد من دون الله . العروة ، من الدلو أو الكوز ، مقبضه . الوثقى : الوثيقة المتينة … والمراد بها هنا الايمان بالله . الانفصام : الانقطاع ، والانكسار . لا يُكره احد على الدخول في الاسلام ، فقد وضح طريق الحق والهدى من طريق الغي والضلال . فمن هداه الله لأن يدخل في الدين ويكفر بالأوثان وكل ما سِوى الله ، فقد استمسك بأمتن وسائل الحق ، التي لا تنقطع ، كما اعتصم بطاعة الله فلا يخشى خذلانه إياه عند حاجته اليه في الآخرة . وهذه الآية من أكبر الحجج التي تبيّن عظمة الإسلام ، فهي نص صريح على ان مبدأه هو حرية الاعتقاد . وفي هذا المبدأ يتجلى تكريم الله للإنسان واحترام ارادته ومشاعره . لقد ترك أمره لنفسه فيما يختص في الاعتقاد . وحرية الاعتقاد هي أو حقوق الانسان . ومع حرية الاعتقاد هذه تتمشى الدعوة للعقيدة . ان الإسلام هو الدين الوحيد الذي ينادي بأن لا إكراه في الدين ، والذي يبين لأصحابه قبل سواهم أنهم ممنوعون من إكراه غيرهم على اعتناقه . روى الطبري عن ابن عباس ان رجلاً من الأنصار يقال له الحصيني كان له ابنان نصرانيان ، وكان هو مسلما ، فقال للنبي : ألا أُكرههما على الاسلام ؟ فأنزل الله تعالى هذه الآية . اما الذين يقولون ان الاسلام قد انتشر بالسيف ، فإنهم من المغرضين المفترين على الله . ذلك أن الجهاد في الإسلام انما فُرض لرد الاعتداء ولحماية العقيدة ، لا ليكرِه أحداً على الإسلام .