Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 6-7)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

المفردات الكُفر : ستر الشيء وتغطيته ، ومن كفر فقد غطى الحقيقة وستر نعم الله عليه ، وجحد الايمان . والختم : الطبع ، كأنما خُتم على قلوبهم فلا ينفذ اليها الإيمان . والغشاوة : ما يغطى به الشيء . ان هؤلاء الكافرين ميئوس منهم ، سواء أخوّفتهم يا محمد أم لم تفعل ، فهم لا يؤمنون . لقد أُغلقت قلوبهم وطُبع عليها ففي سمعهم ثِقَل وعلى أعينهم حجاب . وذلك ما فسدت به فطرتهم من أوهامهم الضالة ، وقصور استعدادهم لادراك الحق . { وَقَالُواْ قُلُوبُنَا فِيۤ أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذانِنَا وَقْرٌ وَمِن بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ } [ فصّلت : 5 ] . اولئك هم الكافرون ، لهم عذاب أليم . فلا يؤثّر فيهم موعظة ولا تذكير ولا يرجى تغيير حالهم ، ولا أن يدخل الإيمان في قلوبهم . هذه هي صورة الطائفة الثانية ، وقد بين الله أوصافها في كثير من آيات القرآن وعبر عنها بالكافرين ، والفاسقين ، والخاسرين ، والضالين ، والمجرمين . والصورة الثالثة هي صورة المنافقين ، الطائفة التي ظهرت في المدينة بعد الهجرة ، وبعد أن تركّز المسلمون وقويت شوكتهم ، فضعفت هذه الطائفة عن المجاهرة بالكفر والعناد . لذلك ظلوا كافرين في قلوبهم وإن ظهروا بين المسلمين كالمسلمين : يقولون كلمة التوحيد ويصلّون كما يفعل المسلمون . لقد ظنّوا أنهم يخادعون الله ورسوله والمؤمنين ، ومن ثمَ اتخذوا لأنفسهم وجهين . وما ابتُلي المسلمون في أي زمان ومكان بشّرٍ من هذه الطائفة : انها تدبر المكائد ، وتروّج الأكاذيب ، وتنفث سموم الشر والفتن . وقد اهتم القرآن بالحديث عنهم ، والتحذير منهم ، حتى لا نكاد نجد سورة مدنية تخلو من ذكرهم ، بل وقد نزلت فيهم سورة كاملة سميت باسمهِم " المنافقون " .