Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 3-5)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
الذين يصدّقون بما غاب عنهم علمُه ، كذات الله تعالى وملائكته ، والدار الآخرة وما فيها من بعث ونشور ، وحساب ، وجنة ونار . ويقيمون الصلاة : يؤدون الصلاة المفروضة علهيم خاشعين لله ، وقلوبهم حاضرة لمراقبة خالقهم . واقامة الصلاة توفية حقوقها وإدامتها . وقد أمر الله تعالى باقامة الصلاة ، وطلب ان تكون تامة وافية الشروط ، فقال : { أَقِمِ ٱلصَّلاَةَ } ، و { وَٱلْمُقِيمِينَ ٱلصَّلاَةَ } … هذا يعني أنهم يوفونها حقها . وعندما ذم المنافقين قال : { فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ ٱلَّذِينَ هُمْ عَن صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ } [ الماعون : 4 - 5 ] وفي ذلك تنبيه على أن المصلّين كثير ، والمقيمين قليل . وقد نوه القرآن كثيراً بالصلاة وحثّ على اقامتها في كثير من الآيات ، لأثرها العظيم . في تهذيب النفوس والسموّ بها الى الملكوت الأعلى . وسيأتي تفصيل ذلك في كثير من الآيات … { وَممَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ } الرزق كل ما يُنتفع به من المال والثمار والحيوان وغيره . والإنفاق العطاء … يعطون من أموالهم التي رزقهم إياها الله الى المحتاجين من الفقراء والمساكين وذوي القربى واليتامى وأمثالهم . وكذلك ينفقون في سبيل الله للجهاد وفي الدفاع عن الوطن ، ولبناء المساجد والمدارس والمستشفيات . ومساعدة كل مشروع فيه نفع للناس . فكما أن الله يرزقهم يجب عليهم أن ينفقوا ، لأن الدنيا أخذ وعطاء . والواقع اليوم أن كثيراً من الناس قد بات همهم جمعَ المال وتكديسه ، فأولئك ليسوا من المتقين . وآية الانفاق هنا أن يكون في وجه الخير ونفع الناس ، اما على الترف والمباهاة وفي طريق السفه فإن الانفاق تبذير ممجوج يمقته الله ، وعلى المسلمين ان يوقفوه ولو كان ذلك عن طريق العنف . ان أموال الله التي في يد المسلمين هي لكافّتهم بالخير ، لا لقلتهم بالضلالة . والمتقون هم الذين يؤمنون بالقرآن الذي أوحي اليك ، وبما بينتَ لهم من الدين وما فيه من أحكام وحدود . والإنزال هنا هو الوحي من العليّ القدير . وكذلك يؤمنون بما أُنزل من قبلك على الرسل الكرام من التوراة والانجيل والزبور والصحف . وبهذا يمتاز الاسلام عن غيره ويفضُله . لأن المسلم الحق يؤمن بجميع الديانات السماوية وجميع الأنبياء والرسل . { وَبِٱلآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ } اليقين حقيقةُ العلم . أيقن الأمرَ وبالأمر ، تحققه . والذين يصدّقون حق اليقين بأن هناك حياة أخرى بعد الموت ، فهم يؤمنون بها ايماناً قاطعاً لا تردد فيه . فهذه صفات المؤمن الحق . الايمان بالغيب . مع التقوى . وإقامْ الصلاة التي هي صلة بين العبد وربه . ثم السخاء بجزء من الرزق اعترافاً وشعوراً بالإخاء . وسعة الضمير لموكب الايمان العريق المتلاحق بالوحي ، والشعور بآصرة القربى لكل مؤمن بنبيّ صاحب رسالة ، ثم اليقين باليوم الآخر بلا تأرجح في هذا اليقين . الهدى : التوفيق والرشاد . والفلاح : الفوز والنجاة . إن الذين تقدمت صفاتهم في التقوى والايمان بالغيب والعطاء وتصديق جميع الرسل والاديان السماوية واليقين بالآخرة هم المهتدون الظافرون برضى الله وهداه وأولئك هم أهل الفلاح والفوز والنجاة . هذه صورة من ثلاث صور استعرضها القرآن لثلاث فئات : الاولى التي تقدَّم وصفها هي جماعة المؤمنين ، وقد وصفهم الله تعالى في آيتين . والثانية : الكافرون الجاحدون ، وقد وصفهم تعالى ايضا في آيتين . والفئة الثالثة : المنافقون ، وقد ذكرهم الله تعالى في ثلاث عشرة آية . بهذا يتبين لنا ان الناس أمام القرآن ثلاث طوائف تقدمت الطائفة المؤمنة . اما الثانية فهي : أأنذرت أم لم تنذر … الآيتان 7 ، 6 .