Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 20, Ayat: 123-129)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
معيشة ضنكا : معيشة ضيقٍ شديد . أعمى : أعمى البصيرة : فنسيتَها : فتركتها . وكذلك اليوم تُنسى : تترك . لأولي النهى : لذوي العقول . لزاماً : لازما لهم . أمر الله آدم وزوجته ان يخرجا من الجنة ، فقال لهما انزِلا منها الى الأرض ، وأخبَرَهما بان العداوة ستكون بين ذريتهما ، وان الله تعالى سيمدّهم بالهدى ، فمن استقام واتبع الهدى منهم فإنه لا يضِلّ في هذه الحياة ، ولا يشقى بالعذاب . روي عن النبي صلى الله عليه وسلم ان قال : " من اتبع كتاب الله هداه الله من الضلالة في الدنيا ، ووقاه سوء الحساب يوم القيامة " ومن أعرضَ عن هدى الله وطاعته ، فإن له معيشةً ضيقة شديدة { وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ ٱلْقِيامَةِ أَعْمَىٰ } أي أعمى البصيرة عاجزاً عن الحُجّة التي يعتذر بها ، فيسأل ربَّه في هذا الموقف الحرج : { قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِيۤ أَعْمَىٰ وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً } . فيقول : يا ربّ ، لِمَ حشرتَني أعمى عن حجتي وعن رؤية الاشياء على حقيقتها وقد كنتُ في الدنيا ذا بصرٍ بذلك ؟ . فيجيبه ربه بقوله : { … كَذٰلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذٰلِكَ ٱلْيَوْمَ تُنْسَىٰ } . لقد جاءتك آياتنا ورسُلنا في الدنيا فنسيتها ، وتعاميتَ عنها ، وكذلك اليوم تُترك وتنسى . وهكذا نعاقِب في الدنيا من أسرفَ فعصى ربه ولم يؤمن به وبرسُله ، وان عذاب الآخرة في النار أشدّ أَلما ، واكثر بقاء ، لأنه لا نهاية له . { أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِّنَ ٱلْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لأُوْلِي ٱلنُّهَىٰ } . افلم يرشدْهم الى وجهِ العِبرَ ، إهلاكُنا لكثيرٍ من الأمم الماضية قبلهم بسبب كفرهم ، ولم يتّعظوا بهم مع أنهم يمشُون في ديارِهم ومساكنهم ، ويشهدون آثار ما حلّ بهم من العذاب ! ان ما يشاهدون ، ويرون من آثار ما حلّ بهم لدلائلَ وعبراً واضحة لأصحاب العقول الراجحة . ولولا حكمٌ سبقَ من ربك بتأخير العذاب عنهم إلى اجلٍ مسمّى هو يوم القيامة ، لكان العذابُ لازماً لهم في الدنيا ، كما حل بأصحاب القرون الماضية . وتقدير الكلام : ولولا كلمة واجلٌ مسمى لكان العذابُ لِزَاماً .