Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 20, Ayat: 1-8)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
لتشقى : لتتعب . تذكرة : تذكيرا . يخشى : يخاف الله . العُلى : جمع العليا ، مؤنث الأعلى . العرش : في الأصل سرير الملك ، وهنا مركز تدبير العالم . استوى : استولى عليه ، ولهذه الكلمة عدة معان . الثرى : التراب ، والمراد به هنا الأرض . وأخفى : أخفى من السر كحديث النفس ، وما يخطر بالبال . طه : تقرأ هكذا طاها . واختلف المفسرون اختلافا كبيرا في معناها ، هل هو اسم من اسماء الله ، أم معناها : يا رجلُ ، كما قال الطبري ، او انها اسمٌ من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم . قراءات : قرأ قالون وابن كثير وابن عامر وحفص ويعقوب : طاها ، هكذا . وقرأ حمزة والكسائي وخلَف وابو بكر : طه بالإمالة . ابتدأ الله تعالى السورةَ بهذه الحروف ، لتحدّي المنكِرين والإشارة إلى أن القرآن مكون من هذه الحروف التي تتكلمون بها ، ومع ذلك عجزتم عن الإتيان بسورة قصيرةٍ أو آيات مثله . { مَآ أَنَزَلْنَا عَلَيْكَ ٱلْقُرْآنَ لِتَشْقَىٰ … } . ما أنزلْنا عليك القرآن لتُتعب نفسك في مكابدة الشدائد ، وتتحسَّر على عدم إيمان من تدعوه ، بل أنزلْناهُ عليك لتبلِّغَ وتذكِّر ، وقد فعلت . قال الواحدي وغيرُه من المفسرين في أسباب النزول : قال ابو جهل والنضرُ بن الحارث ، والوليد بن المغيرة ، والمطعِم بن عَدِي للنبي صلى الله عليه وسلم : إنك لَتشقى بتركِ ديننا ، لما رأوا من طول عبادته واجتهادهِ . فأنزلَ الله تعالى : { طه مَآ أَنَزَلْنَا عَلَيْكَ ٱلْقُرْآنَ لِتَشْقَىٰ } . ولكن أنزلناه تذكيراً لمن يخافُ الله ويطيعه ، فحسْبُك ما حملته من متاعب التبليغ والتبشير والانذار . وفي هذا تسليةٌ للنبي عليه الصلاة والسلام على ما كان يعتزّ به من التعب حين كان يدعو أولئك القوم ، وهم معاندون جاحدون . والذي نزّل القرآن عليك هو خالق الأرضِ والسماوات العلى ، إنه هو الرحمن ، نزّله عليك من الملأ الأعلى . لقد استولى على العرش ، وبيدِه زمامُ الأمر كله ، وله وحدَه سبحانه ملكُ السماوات وما فيها والأرض وما فيها وما عليها . لقد شملت قدرتُه كل شيء ، واحاط علمُه بهذا الكون ، فان تجهر بالدعاء يعلمه الله ، لأنه يعلم حتى ما تحدِّثُ به نفسك ، { وَٱللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ } [ آل عمران : 154 ] . { ٱللَّهُ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ ٱلأَسْمَآءُ ٱلْحُسْنَىٰ } . اللهُ هو الإله الواحد ، لا إله غيره ، وهو المتصف بصفات الكمال ، وكلّ أسمائه حَسنة لأنها تُعبِّر عن أحسن المعاني .