Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 9-16)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

امكثوا : انتظروا ، توقفوا . آنستُ : أبصرت ، ولها معان اخرى . بقبس : بشعلة من نار على رأس عود . بالواد المقدّس : الذي اسمُه طُوَى . لذكري : لتكون ذاكرا لي . أكاد اخفيها : ابالغ في اخفائها عن الناس . فتَرْدَى : فتهلك . بدأت قصة موسى من الآية التاسعة وتستمر الى نهاية الآية السابعة والتسعين ، والواقع ان ذِكر موسى في القرآن أكثرُ قَصص المرسَلين وروداً فيه . وتأتي القصة على ما يناسب موضوع السورة . وهنا جاءت قصة موسى لتسلية الرسول الكريم ، وتقوية قلوب المؤمنين ، وإظهار كيف كانت العاقبة لموسى والنصر حليفه بعد أن شُرِّدَ ، وأذاق فرعونُ قومه ألوانَ العذاب . وقد تحمَّل موسى من المكاره ما تنوء به راسياتُ الجبال ، وقابل ذلك بعزمٍ لا يفتر . هل بلغكَ أيها النبيُّ خبرُ موسى وكيف كان بدء الوحي إليه … لقد أبصر ناراً في مسيره ليلاً من مَدْيَنَ ومعه زوجتُه وبعضُ اهله ، فقال لزوجته ومن معها من أهلِه : انتظِروا في مكانكم ، إني أبصرتُ نارا ، وأرجو ان أَجيئكم بشُعلة منها ، أو أجدَ حول النار من يهديني الطريق . وفي سورة القصص 29 { لَّعَلِّيۤ آتِيكُمْ مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِّنَ ٱلنَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ } وهذا يدلّ على أنه كان هناك بعضُ البرد ، والجذوة : الجمرة . فلما بلغ المكانَ الذي رأى فيه النار ، سمع صوتاً عُلوياً يناديه : يا موسى . فلم ير شيئا وتحيَّر روهو يتلفّت يميناً ويسارا . فإذا بالصوت يقول له : إني أنا اللهُ ربك ، فاخلَعْ نعلَيك احتراماً للبقعة المقدَّسة ، وتكريماً للموقف ، فإنك بالوادي المطهَّر المبارك المسمَّى " طوى " ، وقد اصطفيتُك من قومك بالنبوّة والرسالة ، فأصغِ لما أُوحيه إليك لتعيَه وتبلِّغه الى قومك ، فإن هذا الّذي جاءك أمرٌ عظيم فتأهّبْ له . ثم بين الله له أهم ما أوحى اليه : { إِنَّنِيۤ أَنَا ٱللَّهُ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاۤ أَنَاْ فَٱعْبُدْنِي وَأَقِمِ ٱلصَّلاَةَ لِذِكْرِيۤ } . لقد عرّفه اللهُ بنفسه وأنه إله واحد لا إله الا هو . ثم بعد ذلك أمرَه بعبادته دون غيره ، وان يقيم الصلاة على أحسن وجهٍ ليذكره دائما . فهذان أمران من الأصول : توحيدُ الله ، وعبادته باخلاص . ثم بين الأصلَ الثالث المهم الذي ينكره المشركون والملحِدون . فقال : { إِنَّ ٱلسَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَىٰ } . إن يوم القيامة آتٍ لا محالة ، وإني أنا أُخفي توقيته ليُجزى كل عمل وتحاسَبَ كل نفس على ما عملتْ . وقد فسّر بعض المفسرين : أكاد أخفيها : أكاد أظهرها . وفي اللغة خَفَيْتُ الشيء اظهرته . فلا يصرفنّك يا موسى عن الإيمان بالساعة والاستعدادِ لها من لا يؤمن بها ، ولا يصدِّق بالبعث ، فهو لا يرجو ثوابا ، ولا يخاف عقابا ، فإن فعلتَ ذلك يا موسى هلكتَ . قراءات : قرأ حمزة : فقال لأهلهُ امكثوا ، بضم هاء لأهله . والباقون لأهله بكسر الهاء . وقرأ ابن كثير وابو عمرو : أني انا ربك بفتح همزة اني . والباقون إني بكسر الهمزة . وقرأ حمزة : وأنّا اخترناك ، بصيغة الجمع . والباقون : وانا اخترتك كما هو في المصحف .