Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 21, Ayat: 101-107)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
الحسنى : البشارة بالجنة . حسيسُها : صوتها . السجلّ : الصحيفة والكاتب . كطيّ السجلّ للكتب : كما تطوى الورقة في الكتاب أو كما يطوي الكاتب الكتاب . الزبور : الكتاب الذي أُنزل على داود . بعد ان ذكر اللهُ حالَ أهلِ النار وعذابهم بسبب شِركهم بالله ، بيّن أحوال السعداء من المؤمنين بالله ، والذين قدّموا صالح الأعمال فقال : { إِنَّ ٱلَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِّنَّا ٱلْحُسْنَىٰ أُوْلَـٰئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ لاَ يَسْمَعُونَ حَسِيَسَهَا وَهُمْ فِي مَا ٱشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ } . ان الذين وفّقناهم لاتّباع الحق وعمل الخير ، وسبقت لهم منّا البِشارة بالجنة ، أولئك لا يدخلون النار ولا يقربونها ، ولو أن بعضهم عُبد مِن دونِ الله كالمسيح بن مريم ، فإنه لا دخْل له بعصيان من عَبده . إنهم لا يسمعون صوت النار ، وهم في سرور دائم وفيما تشتهيه انفسهم خالدون . { لاَ يَحْزُنُهُمُ ٱلْفَزَعُ ٱلأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ ٱلْمَلاَئِكَةُ هَـٰذَا يَوْمُكُمُ ٱلَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ } . لا يحزنهم الهولُ الأكبر الذي يخيف الكفار ، وتستقبلهم الملائكةُ بالتهنئة والبشرى بالنجاة ، قائلين لهم : هذا هو اليوم الذي وعدكم اللهُ به . { يَوْمَ نَطْوِي ٱلسَّمَآءَ كَطَيِّ ٱلسِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَآ أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَآ إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ } . يوم نطوي السماءَ كما تُطوى الورقة في الكتاب ، ونعيد الخلق الى الحساب والجزاء ، وهو علينا هيّن ، فكما بدأناهم نعيدُهم ، قد وعدْنا بذلك وعداً حقا ، لا بد من تحققه وإنا لذلك لفاعلون . قراءات : قرأ حمزة والكسائي وحفص : للكتب بالجمع . وبالباقون : للكتاب بالمفرد . { وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي ٱلزَّبُورِ مِن بَعْدِ ٱلذِّكْرِ أَنَّ ٱلأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ ٱلصَّالِحُونَ } . لقد كتب الله عنده وأثبتَ في قديم عِلمه ، ثم أثبتَ في الكتب السماوية من بعدِ ذلك أن الارض لا يعمرها من عباده الا من يصلح لعمارتها ، وهذه سُنة من سنن الله لا تتخلَّف ولا تتبدَّل . كما قال تعالى ايضا : { إِنَّ ٱلأَرْضَ للَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَٱلْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ } [ الأعراف : 128 ] ، { وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ مِنْكُمْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي ٱلأَرْضِ } [ النور : 55 ] . { إِنَّ فِي هَـٰذَا لَبَلاَغاً لِّقَوْمٍ عَابِدِينَ وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ } . ان فيما ذكرنا من أخبار الأنبياء مع أقوامهم ، وأخبار الجنة والنار - لكفايةً في التذكير والاعتبار لقوم يتعظون بالعبر وينتفعون بالنذر . وما أرسلناك يا محمد بهذا الدِّين القويم ، والقرآن الكريم الا رحمة عامة للعالمين .