Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 92-100)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

الأمة : جماعة من الناس تجمعهم صفات موروثة ومصالح وأماني واحدة ، او يجمعهم امر احد من دين او مكان او زمان ، ثم شاع استعمالها في الدين . وتقطّعوا امرهم : تفرقوا وصاروا شيعا . فلا كفران لسعيه : لا يضيع سعيه ، ولا يُجحد . حرام على قرية : ممتنع على اهل القرية . من كل حدب : من كل مرتفع من الارض . ينسلِون : يسرعون . حصب جهنم : وقود جهنم . زفير : شدة تنفسهم في النار . بعد عرض سُنن الله الكونية ، الشاهدة بوحدة الخالق ، وسنن الله في ارسال الرسل بالدعوات الشاهدة بوحدة العقيدة - يؤكد القرآن الكريم هنا وحدة الأمة والإله ، وان الله لا يضيع عمل عاملٍ مخلص ، ثم يعرض مشهداً من القيامة ، ومصير المشركين والشركاء في ذلك اليوم . { إِنَّ هَـٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَاْ رَبُّكُمْ فَٱعْبُدُونِ } . الخطاب هنا لجميع الناس ، ان هذه ملّتكم ملة واحدة ، وأنا ربكم ايها الناس ، فعليكم ان تدينوا جميعا بدِين التوحيد الذي جاء به جميع الانبياء . فاعبدوني دون جميع هذه الآلهة والأوثان . وأمةً بالنصب حال . { وَتَقَطَّعُوۤاْ أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ فَمَن يَعْمَلْ مِنَ ٱلصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلاَ كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ } . مع كل هذا الإرشاد تفرَّق اكثرُ الناس بحسب شهواتهم ، وصاروا شِيعاً مختلفة ، منهم الجاحدون ومنهم المشركون ، وكلّهم راجعون الينا ، فمن يعمل الأعمال الصالحةَ وهو مؤمن بالله فلا ينقص شيء من سعيه ، بل سيوفّاه كاملا { إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً } [ الكهف : 30 ] . { وَحَرَامٌ عَلَىٰ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَآ أَنَّهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ } . ان كل أهل قريةٍ اهلكناهم في الدنيا لا بد ان يرجعوا الينا ليلاقوا جزاءهم يوم القيامة ، فالجزاء على الاعمال إنما يتم في الآخرة ولو قدِّم منه شيء في الدنيا . وهذه الآية أشكلت على المفسرين ، وقال بعضهم إنها مشكلة ، وتعذر معناها : وحرام على أهل قرية حكمنا باهلاكها ان يُقبل لهم من عمل لأنهم لا يتوبون ، وقال بعضهم : وحرم الله على اية قرية اهلكها الله أن يعيدها الى الدنيا … قراءات : قرأ ابو بكر وحمزة والكسائي : وحرم بكسر الحاء واسكان الراء . والباقون : وحرام بفتح الحاء والراء والف بعدها والمعنى واحد . { حَتَّىٰ إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ } . لا يزال الأمر يجري على ما قدّمنا ، نكتب الأعمال الصالحة للمؤمنين ونشكر سعيهم ، ونهلك القرى الظالمة ، ونحرم رجوعهم بعد الهلاك الى ان يُفتح سدُّ يأجوج ومأجوج ، وتراهم يسرعون من كل مرتفع من الارض . وهذا الأمر من علامات اقتراب الساعة ، كما جاء في سورة الكهف 98 { فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّآءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقّاً } قراءات : قرأ ابن عامر : فُتِّحتْ بالتشديد . والباقون : فُتِحت بالتخفيف . { وَٱقْتَرَبَ ٱلْوَعْدُ ٱلْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يٰوَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَـٰذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ } لقد قَرُبَ مجيء يوم القيامة ، وعندها تشخَص أبصار الذين كفروا من شدة الهول ، فيصيحون قائلين : يا هلاكنا قد كنا في غفلة من هذا اليوم ، بل كنا ظالمين لأنفسنا بالكفر والعناد . { إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ } ويقال لهؤلاء الكفار : انكم جميعا مع من عبدتم من دون الله وقودُ نارِ جهنم واردون لها ، وداخلون فيها . { لَوْ كَانَ هَـٰؤُلاۤءِ آلِهَةً مَّا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَهُمْ فِيهَا لاَ يَسْمَعُونَ } . لو كان هؤلاء الأصنام الذين عبدتموهم من دون الله آلهة ما دخلوا النار ، وكلُّكم : العابدون والمعبودون المزيفون - في النار مخلَّدون . ولكم في النار زفير ونَفَس متقطع ، من شدة ما ينالكم من العذاب ، ولن تسمعوا شيئا يسرّكم .