Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 21, Ayat: 1-6)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
اقترب للناس حسابهم : اقترب يوم القيامة . من ذِكر : من قرآن . مُحدَث : جديد : لاهية قلوبهم : غافلون عن ذكر الله . أسرّوا النجوى : أخفوا حديثهم بينهم . اضغاث أحلام : الأضغاث هي الأشياء المختلطة بعضها ببعض ، ومعنى اضغاث أحلام : ما كان منها ملتبسا مضطربا يصعب تأويله . بل : كلمة تُذكر للانتقال من غرض لآخر دنا للناس وقت حسابهم بقرب مجيء يوم القيامة ، وهم غافلون عن هول ذلك اليوم ، ساهون لا يتفكرون في عاقبتهم … فإن يوم الحساب آتٍ لا محالة . ثم بين الله ما يدل على غفلتهم واعراضهم بقوله : { مَا يَأْتِيهِمْ مِّن ذِكْرٍ مِّن رَّبِّهِمْ مُّحْدَثٍ إِلاَّ ٱسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ } . ما يُنزل الله من قرآن يجدّد لهم فيه الذكر ، ويُحْدِث لهم الآية بعد الآية والسورة بعد السورة ليكرر على اسماعهم التنبيه والموعظةَ لعلّهم يتعظون ، الا زادهم ذلك لعباً واستهزاء . ولقد بالغوا في اخفاء نجواهم وتآمرهم على الرسول الكريم ، فهل محمدٌ إلا بشرٌ مثلكم ! { أَفَتَأْتُونَ ٱلسِّحْرَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ } . اتصدّقون محمداً وتذهبون الى مجلس السحر وأنتم تعلمون انه ساحر ! ؟ . قال لهم الرسول وقد أطلعه الله على حديثهم الذي أسرّوه : إنكم وإن أخفيتم قولكم وطعنكم فيَّ فإن ربّي يَعلم كل ما يقال في السماء والأرض ، لا يخفى عليه شيء . ثم بين اللهُ خوضهم في فنون الاضطراب وعدم اقتصارهم على ما تقدَّمَ من أن النبي ساحر بقوله تعالى : { بَلْ قَالُوۤاْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ بَلِ ٱفْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَآ أُرْسِلَ ٱلأَوَّلُونَ } . إنهم لم يثبُتوا على صفة له ، ولا على رأي يرونه … كيف يصِفون هذا القرآن ، وكيف يتقونه . قالوا في أول الأمر إن محمداً بشَرٌ مثلكم ، ثم قالوا إن ما جاء به سِحر ، ثم قالوا إنه أحلامٌ مختلطةٌ يراها محمد ويرويها عليكم ، ثم عادوا وقالوا إن هذا الذي يجيء به كذبٌ مفترى ، بل هو شاعر ، فإذا كان رسولاً حقيقياً فليأتِنا بمعجزة مادية تدل على صدقه ، كما أُرسِل الانبياء الأولون مؤيدين بالمعجزات . إنهم حائرون لا يدرون بماذا يصفون هذا الرسول والقرآن ، فينتقلون من ادّعاء الى ادّعاء ، ومن تعليلٍ إلى تعليل ، ولا يستقرون على رأي . { مَآ آمَنَتْ قَبْلَهُمْ مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَآ أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ } . إن القرى التي أهلكناها لم تؤمن مع أنّنا أرسلنا إليهم رسُلنا بالمعجزات المادية ، فأهلكناهم ، فهل يؤمن هؤلاء من قومك إذا جاءهم ما يطلبون ! ! . قال قتادة : قال أهل مكة للنبيّ صلى الله عليه وسلم اذا كان ما تقولُه حقاً ويسرّك ان نؤمن ، فحوِّل لنا الصَّفا ذهبا . فأتاه جبريل فقال : ان شئتَ كانَ الذي سألك قومُك ، ولكنه إن كان ثم لم يؤمنوا ، لم يُنظَروا ( يعني ان الله يهلكهم حالا ) وان شئتَ استأنيتَ بقومك ، قال : بل أستأني بقومي . فانزل الله : { مَآ آمَنَتْ قَبْلَهُمْ … } الآية .