Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 22, Ayat: 42-51)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

فأمليت : فامهلت . ثم أخذتهم : أهلكتهم . النكير : العقوبة الرادعة . خاوية : خالية وساقطة . عروشها : سقوفها . بئر معطلة : مهملة لا يُستقى منها . قصر مَشيد : عظيم فخم . معاجِزين مسرعين من الحق الى الباطل . { وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَثَمُودُ وَقَوْمُ إِبْرَاهِيمَ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ مَدْيَنَ وَكُذِّبَ مُوسَىٰ فَأمْلَيْتُ لِلْكَافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ } إن يكذِّب هؤلاء المشركون بالله ، فلا تحزن أيها الرسول … لقد كَذّبت أمم كثيرة رسُلهم قبلك ، ولستَ أولَ رسولٍ كذّبه قومه وآذوه ، فقد كذّب قومُ نوحٍ نوحا ، وكذبت عاد وثمود رسُلهم ، وكذب قوم ابراهيم رسولَهم ابراهيم ، وكذلك فعلَ قوم لوط ، وكذب اهل مَدْيَنَ رسولهم شُعيبا ، وكذب فرعونُ وقومه موسى … وقد أمهلتُ أولئك المكذبين مدة لعلّهم يتوبون الى رشدهم ويستجيبون لدعوة الحق ، فلم يرتدعوا بل تمادَوا في غيّهم ، فعاقبتُهم بأشد انواع العقاب ، فانظر يا محمد في آثارهم كيف كان عقابي لهم . { فَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُّعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَّشِيدٍ } . وكثير من القرى أهلكناها بسبب ظُلْم أهلها وكفرهم ، وأصبحت خاليةً من سكانها ، سقوفها ساقطة على جدرانها ، كأن لم تكن بيوتها موجودة من قبل . وكم بئرٍ معطلة لا يرِدُ عليها أحد ، وقصرٍ عظيم خلا من سكانه ! قراءات قرأ اهل البصرة : اهلكتها بالتاء . والباقون : اهلكناها بالنون . { أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَآ أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى ٱلأَبْصَارُ وَلَـٰكِن تَعْمَىٰ ٱلْقُلُوبُ ٱلَّتِي فِي ٱلصُّدُورِ } أوَلَم يتعظ هؤلاء المكذبون بمصارع الأولين ، وينظروا كيف أصبحتْ ديارهم خاليةً ودورهم معطلة ! أين عقولهم وسمعُهم وأبصارهم ، هل تعطلت ؟ ان العمى الحقيقي ليس في العيون ، ولكنه في القلوب والبصائر ، فإنهم في هذه الحالة يرون ولا يدركون ، ويسمعون ولا يعتبرون . { وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِٱلْعَذَابِ وَلَن يُخْلِفَ ٱللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْماً عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ } . ها إنَّ قومُك يا محمد بدلاً من التأمل في مصارع الماضين ، وديارِهم الخاوية ، والاتعاظ بها والايمان بالله - راحوا يستعجلون في العذاب الذي أخَّره اللهُ عنهم إلى أجلٍ معلوم ! ! وهذاغرور كبير منه ، واللهُ تعالى لن يُخلف وعدَه ، فهو واقع بهم ، ولكن في موعدٍ قدَّره الله في الدنيا او في الآخرة . ان أيام الله لا تقدير لها ، فان يوماً واحداً من أيامه كألف سنةٍ من أيامكم . ولم يكن هذا مفهوماً في الزمن الماضي ، ولكنه اليومَ أصبح بديهيا ، بعد ان صعد الانسان الى القمر وعرف أَن الزمن نسبيٌّ ، وان الانسان إذا خرج من جوّ الأرض الذي نعيش فيه اصبح الزمن بلا حدود . قراءات قرأ ابن كثير وحمزة والكسائي : مما يعدّون بالياء والباقون : مما تعدون بالتاء . ثم أكد الله تعالى ما ذكره من عدم إخلاف الوعد وان طال الأمد فقال : { وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ ٱلْمَصِيرِ } . كم من قريةٍ أخرتُ إهلاكها مع استمرارها على ظُلمها ، فاغترَّتْ بذلك ، ثم أنزلتُ بها أشد العذاب ، ثم مرجعُهم جميعاً اليَّ يوم القيامة فأجازيهم بما يستحقون … فلا تغتروا ايها الجاحدون بتأخير العذاب عنكم . { قُلْ يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّمَآ أَنَاْ لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ فَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ وَٱلَّذِينَ سَعَوْاْ فِيۤ آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلْجَحِيمِ } بعد ان بيّن مصارع الغابرين ، وسُنّةَ الله في المكذّبين ، يخاطب سبحانه وتعالى رسوله الكريم لينذر الناس ويبين لهم ما ينتظرهم . قل ايها النبي لهؤلاء المكذّبين الذين يطلبون منك استعجالَ العذاب : ليس ذلك إليّ ، وإنما ارسلني ربي نذيراً لكم محذِّراً تحذيراً واضحا ، واللهُ هو الذي يتولى حسابكم ومجازاتكم . فالذين آمنوا بالله ورسوله وعملوا الأعمال الصالحة لهم مغفرةٌ من الله كما ان لهم رزقاً كريماً في الجنة . واما الذين سَعوا في محاربة القرآن وتعطيل آياته ، ظناً منهم أنهم يُعْجِزوننا وأنهم لا يُبعثون - فأولئك هم أهلُ النار المقيمون خالدين فيها ابدا . قراءات قرأ ابن كثير وابو عمرو : معجّزين بتشديد الجيم المكسورة بمعنى مثبطين ومبطئين . والباقون : معاجِزين بالالف .