Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 23, Ayat: 112-118)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

اللبث : الاقامة . العادّين : الحفظة الحاسبين لأعمال البشر . فإنما حسابه عند ربه : جزاؤه . { قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي ٱلأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ قَالُواْ لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلِ ٱلْعَآدِّينَ } الله تعالى يعلم كل شيء لكنه يسألهم هنا للتقريع : كما كانت إقامتكم في الدنيا ؟ فيقولون لبثنا يوما او بعض يوم ، فاسأل الحفَظَةَ العارفين لأعمال العباد . { قَالَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً لَّوْ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } إنكم لم تقيموا في الدنيا الا رَمَقاً قليلا بالقياس الى ما أنتم مقبلون عليه لو كنتم تحسنون التقدير . ثم يعود فيعنّفهم على تكذيبهم بالآخرة فيقول : { أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لاَ تُرْجَعُونَ } أظننتم أننا خلقناكم بغير حكمة ، وظننتم انكم لا تُبعثون لمجازاتكم ! ؟ ثم تنتهي السورة بتقرير القاعدة الأولى للإيمان ، وهي التوحيد ، وإعلان الخسارة الكبرى للمشركين ، في مقابل الفوز والفلاح للمؤمنين كما افتتحت السورة بذلك . ثم بالتوجه الى الله في طلب الرحمة والغفران وهو أرحمُ الراحمين : { فَتَعَالَى ٱللَّهُ ٱلْمَلِكُ ٱلْحَقُّ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ ٱلْعَرْشِ ٱلْكَرِيمِ } العظمةُ لله وحده ، هو مالك الملك كله ، لا معبودَ بحقٍّ سواه ، وهو رب العرش الكريم . وبعد ان ذكر انه الملِكُ الحق ، أتبعه ببيان ان من ادّعى ان في الكون إلهاً سواه فقد ادعى باطلا لا دليل عليه فقال : { وَمَن يَدْعُ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـهَا آخَرَ لاَ بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ ٱلْكَافِرُونَ } افتُتحت السورة بفلاح المؤمنين ، وختمت بخيبة الكافرين … ومن يعبد مع الله آلها آخر لا دليل على صحة الوهيته ، يعاقبْه الله على شِركه ، وان الكافرين لا يفلحون . وهنا يتناسق مطلع السورة مع ختامها ، نسأل الله تعالى حسن الختام . { وَقُل رَّبِّ ٱغْفِرْ وَٱرْحَمْ وَأنتَ خَيْرُ ٱلرَّاحِمِينَ } وقل أيها النبي بالختام داعياً الله ضارعاً اليه : يا ربّ اغفر لي ذَنبي وارحمني وارحم عبادك . فأنت خير الراحمين .