Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 23, Ayat: 101-111)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
الصور : بوق ينفخ فيه . لا يتساءلون : لا يسأل بعضهم بعضا ، كل واحد مشغول بنفسه . موازينه : بما فيها من حسنات او سيئات . المفلحون : الفائزون . تلفح وجوههم النار : تحرقها . كالحون : مكشرّون عابسون . غلبت علينا شِقوتنا : سوء العاقبة ، شقاؤنا من كثرة معاصينا . اخسئوا : كلمة زجر ، اسكتوا سكوت ذل وهوان . حتى أنسوكم ذِكري : حتى أنسوكم عبادتي . { فَإِذَا نُفِخَ فِي ٱلصُّورِ فَلاَ أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلاَ يَتَسَآءَلُونَ } اذا جاء موعد البعث دعوناهم الى الخروج من قبورهم بالنفخ في الصور فيقومون مذهولين ، لا تنفع أحداً منهم يومئذ قرابة ولا نسب ، ولا يسأل بعضهم بعضا … كل امرىءٍ مشغولٌ بنفسه { لِكُلِّ ٱمْرِىءٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ } [ عبس : 37 ] . { فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فأُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوۤاْ أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ } وفي ذلك اليوم يكون العمل هو ميزان التقدير ، فمن جاء بعملٍ صالح رجَح ميزانُه وفاز فوزاً عظيما ، ومن لم يكن له عمل صالح ولا حسنات فقد خفّ ميزانه وخسِر كل شيء وذهب إلى نار جهنم خالداً فيها . { تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ ٱلنَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ } يومئذ تحرق النار وجوه الذين خسروا ، وهم فيها معبِسون مكشّرون . نعوذُ بالله منهم ، ومن سوء المصير . { أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ } هنا يعدِل الحديثُُ عن اسلوب الحكاية الى الخطاب والمواجهة : لقد كانت آياتي المنزلة تُقرأ عليكم في الدنيا ، لكنّكم كنتم تكذّبون بما فيها . فيقولون مقرّين بخطئهم : { قَالُواْ رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْماً ضَآلِّينَ } إننا نعترف إليك يا ربنا بكثرة معاصينا التي أورثتنا الشقاءَ ، وكنا بذلك ضالّين عن طرق الهدى . ثم يطلبون من الله أن يخرجَهم من النار ليعملوا صالحاً : { رَبَّنَآ أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ } وذلك بعد ان انسدّ باب التوبة ، وانقطع التكليف . فيأتيهم الجوابُ القاطع . { قَالَ ٱخْسَئُواْ فِيهَا وَلاَ تُكَلِّمُونِ } اخرسوا واسكتوا أذلاّء مهانين ، ولا تكلّموني مطلقا . { إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَآ آمَنَّا فَٱغْفِرْ لَنَا وَٱرْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ ٱلرَّاحِمِينَ } . كيف أرحمكم وأترك عباداً لي آمنوا برسلي والتزموا بما أمرتُهم وقدّموا الأعمالَ الصالحة وكانوا يطلبون الرحمة والغفران في جميع احوالهم ! ليس من العدالة في شيء ان تكونوا مثلهم في هذا اليوم ، فلم يكن جُرمكم أنكم لم تؤمنوا فحسب ، بل إنكم تماديتم في السخرية منهم . { فَٱتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيّاً حَتَّىٰ أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ } لقد بلغ بكم السَفَهُ والوقاحة ان تسخَروا من الذين آمنوا وتضحكوا منهم حتى شَغَلَكُم ذلك عن ذكري وطاعتي . ثم بيّن الله ما جازى به أولئك المستضعَفين فقال : { إِنِّي جَزَيْتُهُمُ ٱلْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوۤاْ أَنَّهُمْ هُمُ ٱلْفَآئِزُونَ } لقد صبروا فكان جزاؤهم الجنةَ وفازوا بنعيمها خالدين فيها ابدا . قراءات : قرأ اهل الكوفة : غلبت علينا شقاوتنا . والباقون : شقوتنا بكسر الشين كما هو في المصحف .