Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 23, Ayat: 31-41)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
القرن : الامة ، اهل العصر الواحد ، والمراد بهم هنا عاد ، قوم هود ، لقوله تعالى في سورة الاعراف : { وَٱذكُرُوۤاْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَآءَ مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ } . اترفناهم : وسّعنا عليهم الرزق وجعلناهم في ترف ونعيم . لخاسرون : مغبونون . هيهات : بَعُد ما توعدون وهو البعث والحساب . ليصبحن : ليصيرن . الصيحة : العذاب . غثاء : هو ما يحمله السيل من الاشياء التافهة التي لا يُنتفع بها . بعدا : هلاكا . { ثُمَّ أَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ … } . ثم أوجدنا من بعد مَهْلَكِ قوم نوحٍ قوماً آخرين هم قومُ عاد ، فأرسلْنا فيهم رسولاً منهم هو هود ، وقد تقدم الكلام عليهم في سورة هود من الآية 50 الى 65 ، فقال لهم الرسول : اعبُدوا الله لا إله إلا هو ، أفلا تخافون عذابه ؟ فقال زعماء قومه من الذين كفروا وكذّبوا بالحياة الآخرة ، وقد وسَّعنا الرزقَ في هذه الحياة : ما هذا الا بشر مثلكم . ولئن أطعتُم بشَرا مثلكم إذنْ أنتم خاسرون . وهذا يَعِدكم أنكم إذا متُّم وصِرتم تراباً وعظاماً بالية أنكم بعد ذلك لَمبعثون من جديدٍ ، ومحاسَبون على ما قدّمتم من اعمال . وذلك غير معقول ، هيهاتَ هيهاتَ لِما توعَدون . ليس هناك الا حياة واحدة هي هذه الحياة الدنيا التي نجد فيها الموت والحياة ، ولن نُبعث بعد الموت أبدا . وما صاحبكم هذا الا رجلٌ كذب على الله ، وادّعى أنه أرسله ، وكذَب فيما يدعو اليه ، ولن نصدّقه ابدا . قال هود بعد ما يئس ما إيمانهم : ربّ انصُرني عليهم وانتقمْ منهم ، بسبب تكذيبهم لدعوتي . قال الله له مؤكدا وعده : سيندمون بعد قليلٍ على ما فعلوا عندما يحلُّ بهم العذاب . فأخذتْهم صيحةٌ شديدة أهلكتهم ، وجعلناهم كالغُثاء الذي يجرُفُه السَّيل ، فبُعداً للقوم الظالمين .