Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 23, Ayat: 42-50)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

تترى : متتابعين ، تواترت الاشياء تتابعت مع فترات ، واتر الشيءَ : تابعه . وجعلناهم احاديث : يتحدث الناس بما جرى عليهم . بآياتنا : هي الآيات التسع التي سبقت في سورة الاعراف . وسلطان مبين : حجة واضحة . عالين : متكبرين . ربوة ذات قرار معين : الربوة : المرتفع من الارض ، ذات قرار : مستوية يستقر عليها الناس . معين : ماء . وهي القدس . { ثُمَّ أَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قُرُوناً آخَرِينَ مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ } ثم خلقنا من بعدهم أقواماً غيرهم ، كقومِ صالحٍ ولوطٍ وشُعيب . ولكل أمةٍ زمنُها ووقتُها المعيّن ، لا تتقدم عنه ولا تتأخر ، وكذلك لا تهلك أمةٌ قبل مجيء أجلِها ولا بعده . { ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى كُلَّ مَا جَآءَ أُمَّةً رَّسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضاً وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْداً لِّقَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ } ثم أرسلْنا رسُلَنا متتابعين ، كلاَّ الى قومه ، وكلّما جاء رسول قومَه كذّبوه في دعوته ، فأهلكناهم متتابعين ، وجعلنا أخبارَهم أحاديثَ يردّدها الناس ويعجبون منها . ومثلُ هذه الآية قوله تعالى : { فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ } [ سبأ : 19 ] . فبعداً لهم عن الرحمة ، وهلاكاً لقومٍ لا يؤمنون . { ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ … } ثم أرسلنا موسى وأخاه هارون بعد الرسُل الذين تقدّم ذِكرُهم الى فرعون وقومِه ، فامتنعوا وتكبّروا ولم يؤمنوا ، وقالوا في تعجُّب وإنكار : أنؤمن بدعوةِ رجلَين من البشر مثلنا ، وقومُهما لنا خاضعون وخادمون لنا كالعبيد ! ! فكذّبوهما في دعوتهما فكانوا من المهلَكِين بالغَرَق . ولقد أوحينا إلى موسى بالتوراة ، ليهتديَ قومُه بما فيها من أحكام وإرشادات لعلَّهم يهتدون . وجعلنا عيسى بنَ مريم وأُمّه : في حملها به من غير ان يمسها بشر ، وفي ولادته من غير أبٍ - دلالةً قاطعةٌ على قدرتنا البالغة ، وأنزلناهما في أرضٍ طيبة مرتفعة يجِدان فيها الرعاية والإيواء . ففي كل هذه الآيات اجمالٌ وتلخيص لتاريخ الدعوة ، يقرر سُنة الله الجارية ، في الامد الطويل بين نوح وهود وموسى وعيسى ، كل قرن يستوفي أجَله ويمضي .