Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 24, Ayat: 30-31)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يغضوا من أبصارهم : يكفّونها عن المحرمات ويخفضونها . الخُمُر : جمع خمار وهو ما تغطي به المرأة رأسها . الجيوب : واحدها جيب ، وهو فتحة في أعلى القميص . البعولة : الازواج ، واحدها بعل . الإربة : الحاجة إلى النساء ، يقال أرِب الرجل الى الشيء اذا احتاج اليه ، والاربة والأرَب بفتح الهمزة والراء ، والمأربة بفتح الراء بمعنى واحد . الطفل : يطلق على الواحد والجمع والمذكر والمؤنث ، ويجوز ان يقال طفل وطفلة واطفال وطفلات ، ويقال له طفل حتى يبلغ . لم يظهَروا على عورات النساء : لم يبلغوا حد الشهوة ولا يدرون ما هي . { قُلْ لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنْ أَبْصَارِهِمْ … } في هاتين الآيتين تعليمٌ لنا وتهذيب لأخلاقنا ، لأن الإسلام يهدف الى إقامة مجتمع سليم نظيف ، وذلك بالحيلولة دون استثارة المشاعر ، وابقاء الدافع الفطري العميق بين الجنسين سليماً . ذلك أن الميل الفطري بين الرجل والمرأة مَيْلٌ عميق في التكوين الحيوي ، لأن الله قد أناط به امتدادَ الحياة على هذه الارض . والله سبحانه يرشدنا الى أرقى الاخلاق وأسماها لنعيش في أمن وسلام . قل ايها الرسول للمؤمنين : كفُّوا أبصاركم عما حرَّم الله عليكم من عورات النساء ومواطن الزينة منهن ، واحفظوا أنفسكم من عمل الفاحشة . ان ذلك الأدبَ أكرمُ بكم واطهرُ وأبعدُ عن الوقوع في المعصية . { إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ } فلا يخفى عليه شيء مما يصدُر منهم من الافعال . وبعد ان أمر المؤمنين بغضّ أبصارهم - أمر المؤمنات كذلك . فقل يا أيها النبي للمؤمنات : عليهنّ ان يحفظن أبصارهن فلا ينظرن الى المحرَّم من الرجال . ويحفظن انفسَهن من الوقوع في الزنا وفتنة الغير . وذلك بستر أجسامهن ما عدا الوجه والكفّين . وهذا معنى قوله تعالى : { وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا } . ولما نهى عن إبداء الزينة أرشدَ الى إخفاء بعض مواضعها فقال : { وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ } وليضعن الخمارَ على رؤوسهن ليَسْتُرْنَ بذلك شعورهن وأعناقهن وصدورهن . { وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ … } لا يحلُّ لهنّ ان يُظهرن شيئا من اجسامهن الا لأزواجهن والاقارب الذين يحرُم عليهن التزوج منهم تحريماً مؤبدا مثل آبائهن او آباء أزواجهن ، أو أبنائهن ، أو أبناء أزواجهن من زوجات سابقات ، او إخوانهن أو أبناء اخوانهن او ما ملكت ايمانهن من الأرقاء ، او من يشتغل عندهن من المسنّين الذي ماتت شهواتهم والاطفال الذين لم يبلغوا سن البلوغ . ثم نهى الله عن إظهار وسوسة الحليّ وما يثير الشهوة فقال : { وَلاَ يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ } اطلبْ منهن أيها الرسول ان لا يفعلن شيئا يجلب أنظار الرجال الى ما خَفِيَ من الزينة ، وكل ما يثير الفتنةَ من المشي غير المعتاد . { وَتُوبُوۤاْ إِلَى ٱللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَ ٱلْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون } ارجعوا الى الله والى طاعته فيما أمركم به ونهاكم عنه من عاداتِ الجاهلية ، والتزِموا آدابَ هذا الدين القويم لتسعدوا في دنياكم وأخراكم . قراءات : قرأ ابن عامر وابو بكر : غير أولي الإربة ، بنصب غيرَ . والباقون : غير بالجر كما هو في المصحف .