Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 24, Ayat: 43-46)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يزجي : يسوقُ برفق . يؤلف بينه : يجمع بين أجزائه وقطعه . ركاماً : متراكما بعضه فوق بعض . الودق : المطر . من خلاله : من بينه . من جبال : من قطعٍ عظام تشبه الجبال . سنا برقه : ضوء برقه . يذهب بالأبصار : يخطفها لشدة بريقه ولمعانه . يقلّب الليل والنهار : يتصرف فيهما طولا وقصرا . لأولي الأبصار : لأهل العقول والبصائر . { أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ يُزْجِي سَحَاباً … } . في هذه الآية والتي تليها دلالةٌ على قدرة الله ووحدانيته … انظرُ أيها الرسولُ الكريم السحابِ يسوقُه الريحُ بقدرة الله أول ما ينشئه ، ثم يجمع بين ما تفرّق من أجزائه ، ثم يجعل بعضَه متراكماً فوق بعض ، فترى المطرَ يخرج من خلاله . واللهُ يُنزل من مجموعات السحب المتراكمة التي تشبه الجبالَ في عِظَمِها بَرَداً ينزل على قومٍ فينفعهم او يضرّهم تبعاً لقوانينه وارادته ، ولا ينزل على آخرين كما يريد الله . وانظُر إلى ما في هذه السّحاب من بَرْقٍ يضيء بشدّةٍ وسرعة حتى يكاد يخطَفُ الأبصار ، كما في قوله تعالى : { يَكَادُ ٱلْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ } [ البقرة : 20 ] . وهذه الظواهر من أقوى الدلائل على قدرة الله ، وكلُّ من ركب الطائرة يعرف التشابه بين السحب والجبال ، فانه يراها متراكمة كأنها الجبال والآكام ، وهذا من الأدلة الباهرة على إعجاز القرآن الكريم . ولم تُعرف هذه الصورة الا بعد وجود الطائرات التي ترفع الإنسان فوق السحب فيراها على حقيقتها كما وُصفت في القرآن . { يُقَلِّبُ ٱللَّهُ ٱللَّيْلَ وَٱلنَّهَارَ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لَعِبْرَةً لأُوْلِي ٱلأَبْصَارِ } انظر أيضاً الى اختلاف الليلِ والنهار وتقلُّبِها بزيادة أحدِهما ونقص الآخر ، والى تغير أحوالهما بالحرارة والبرودة … ان في ذلك كله لعبرةً لذوي العقول السليمة ، وعظةً لكل من ينظر ويتأمل . { وَٱللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَآبَّةٍ مِّن مَّآءٍ … } والله خلقَ كلَّ حيوان يدب على الأرض من الماء ، وكما قال تعالى : { وَجَعَلْنَا مِنَ ٱلْمَآءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ } [ الانبياء : 30 ] . ثم بيّن اقسام هذا الحيوان ، فمنهم من يمشي على بطنه كالزواحف ، ومنهم من يمشي على رِجلين كالانسان والطير ، ومنهم من يمشي على أربع كالأنعام والوحوش . { وَيَخْلُقُ ٱللَّهُ مَا يَشَآءُ } من الحشرات التي تمشي على أكثرَ من أربع ارجل ، وغير ذلك على اختلاف انواعها . { إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } ان الله على إحداث ذلك وخلْقِ ما يشاء لذو قدرة ، لا يتعذر عليها شيء فالماء هو اصل الانسان ، وجسمُ الانسان معظمه من الماء اذ يحتوي على نحو 70 % من وزنه ماءً . والماء اكثر ضرورةً للانسان من الغذاء ، فبينما يمكن للانسان ان يعيش ستين يوما بدون غذاء لا يمكنه ان يعيش بغير الماء الا ثلاثة ايام الى عشرة على اقصى تقديره . { لَّقَدْ أَنزَلْنَآ آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ وَٱللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَآءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } . لقد انزلنا عليك يا محمد دلائلَ واضحةً تبين الأحكام والعظات ، والله يوفق الى الخير من يشاء من عباده ، ويرشدهم الى الطريق المستقيم . قراءات : قرأ حمزة والكسائي وخلف : والله خالق كل دابة . والباقون : والله خلق كل دابة .