Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 25, Ayat: 17-20)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ضلّ السبيل : خرج عن طريق الهدى . نسوا الذِكر : تركوا ما ذكِّروا به من القرآن وهدى النبي الكريم . بورا : هالكين . يقال رجل بور وأمرأة بور ، وجماعة بور . فما تستطيعون صَرفا ولا نصرا : فلا تقدرون على رفع العذاب ، ولا نصر أنفسكم . فتنة : ابتلاء واختبار . بعد ان ذكر الله ما أعدّ للمكذّبين الجاحدين يوم القيامة من العذاب الأليم ، وما أعدّ للمتقين من النعيم في جنات الخلد - بيّن هنا أحوال الكافرين مع من عبدوهم من دون الله ، وأن هؤلاء المبعوداتِ تكذّبهم فيما نسبوه اليها . فيوم القيامة يحشُر الله المشركين مع من عبدوهم من دون الله مثل عيسى بن مريم وعُزير والملائكة فيسألهم ويقول لهم : أأنتم أضللتم عبادي فأمرتموهم أن يعبدوكم ، أم هم الذين ضلّوا باختيارهم ؟ فيقولون : سبحانك ، ما كان يحقّ لنا ان نطلب من أحدٍ ان يتخذ إلهاً غيرك ، لكن هؤلاء الذين أنعمتَ عليهم بالرزق الكثير ( هم وآباؤهم ) أطغاهم ذلك ، ونسوا شكرك والتوجّه إليك وحدك ، وبذلك كانوا قوماً خاسرين . فيقال للمشركين الذين عبدوا غير الله : إن الذين عبدتموهم قد كذّبوكم ، فاليوم لا تستطيعون دفع العذاب عن أنفسكم ، ولا تجدون من ينصركم ويخلّصكم منه ، ولْيعلمِ الناسُ جميعا ان من يَظْلِم بالكفر والطغيان - نعذبه عذابا شديدا . ثم يّرد الله تعالى على الذين اعترضوا على رسالة محمد صلى الله عليه وسلم بكونه بشَرا ، وانهم يريدون ملائكة تأتي بالرسالة ، فيقول : { وَمَآ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ إِلاَّ إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ ٱلطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي ٱلأَسْوَاقِ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيراً } . اذا كان المشركون لا يعجبهم ان تكون رسولاً لأنك تأكل الطعامَ وتمشي في الاسواق ، فإن تلك سُنّةُ الله في المرسَلين من قبلك … كلّهم كانوا رجالاً يأكلون الطعام ويمشون في الأسواق . كما قال تعالى : { وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِيۤ إِلَيْهِمْ مِّنْ أَهْلِ ٱلْقُرَىٰ } [ يوسف : 109 ] . { وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ } وامتحنّا بعضَكم ببعض . وهذا صراعٌ طويل طويل منذ بدءِ العالم ولا يزال مستمرا . اصبروا إنَّ الله مطّلع على كل شيء ، ويجازي كلاً بما عمل . وهو البصير بحال الصابرين وحال الجازعين . قراءات قرأ ابن كثير ويعقوب وحفص : ويوم يحشرهم بالياء ، والباقون : يوم نحشرهم بالنون . وقرأ ابن عامر : فنقول بالنون ، والباقون : فيقول بالياء . وقرأ حفص : فما تستطيعون بالتاء ، والباقون : فما يستطيعون بالياء . اللهم اجعلنا من الصابرين على أذى السفهاء ، واجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، واعفُ عنا وارحمنا وثبتنا على الإيمان .