Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 25, Ayat: 7-16)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

مسحورا : مغلوبا على عقله ، مخدوعا . الأمثال : الأقاويل العجيبة . فضلّوا : فبقوا متحيرين في ضلالهم . أعتدنا : هيأنا . سعيرا : ناراً شديدةاللهب ، يعني جهنم . اذا رأتهم : إذا قربوا منها وكانت بمرأى منهم . سمعوا لها تَغيظاً : غلياناً وهيجانا عظيما . وزفيرا : وتنفسا شديدا . مقرّنين : مقيدين بالسلاسل . ثبورا : هلاكا . سخِر المشركون من النبي الكريم ، وقالوا : انه لا يتميز عنا بشيء ، بل هو مثلُنا يأكل الطعام ويمشي في الأسواق ، فهل الانبياء مثل البشر ؟ لو كان رسولاً لأنزل الله معه مَلَكاً من السماء يساعده على الإنذار والتبليغ ، او يُنزّل الله عليه كنزاً يُنفِق منه ، او يكون له بستان يأكل منه . ثم زادوا في تعنُّتِهِم فقال الجاحدون : إنكم تتبعون رَجلا سُحِرَ فاختلّ عقلُه فهو لا يعي ما يقول . انظر ايها النبي كيف ضربوا لك الأمثال ، وقالوا عنك إنك مخدوعٌ بما يتراءى لك . بذلك ضلّوا عن طريق الهدى ، وصاروا حائرين لا يدرون ماذا يقولون . ثم رد الله عليهم بما اقترحوه من الجَنّة والكنز فقال : { تَبَارَكَ ٱلَّذِيۤ إِن شَآءَ جَعَلَ لَكَ خَيْراً … } . تعالى الله وتزايد خيره ، وهو قادرٌ على ان يجعل لك في الدنيا أحسنَ مما اقترحوا ، جناتٍ تجري من تحتها الأنهارُ وقصوراً عاليات ، لكنّه أراد ان يكون ذلك لك في الآخرة ، والآخرةُ خير وأبقى . ثم انتقلَ من ذلك الى كلامهم في البعث وإنكار أمر الساعة وما ينتظرهم فقال : { بَلْ كَذَّبُواْ بِٱلسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنَا لِمَن كَذَّبَ بِٱلسَّاعَةِ سَعِيراً } . ولقد أتَوا بأعجبَ من هذا كله ، وهو تكذيبُهم بيوم القيامة . وهم يتعلّلون بهذه المطالب ليصرِفوا الناس إلى باطلهم ، وقد أعدَدْنا لمن كذّب بيوم القيامة ناراً مستعرة شديدة الحرارة واللهب ، اذا قربوا منها ورأتهم من مكان بعيد سَمِعوا غليانها وأصواتَ زفراتها التي تملؤهم بالرعب . واذا أُلقوا في مكانٍ ضَيّق منها مقرونةً أيديهم الى أعناقهم بالسلاسل - نادَوا هنالك طالبين هلاكهم ليستريحوا من العذاب . فيقال لهم توبيخاً : لا تطلبوا هلاكاً واحدا ، بل اطلبوه مِرارا ، فلن تجدوا خلاصاً مما أنتم فيه . ثم يعرض في المقابل ما وعد الله المتقين لتزدادَ حسرةُ المكذبين وندامتهم : { قُلْ أَذٰلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ ٱلْخُلْدِ … } . قل ايها النبي للكافرين : هل هذا العذابُ خير من جنة الخلد التي أعدّها الله للمتقين ، ثواباً لهم يجدون فيها جزاء ما قدموه ! ؟ قراءات : قرأ ابن كثير وابن عامر وابو بكر : ويجعلُ لك قصورا برفع لام يجعل . والباقون : ويجعلْ بالجزم .