Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 27, Ayat: 76-85)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقع : حدث وحصل . القول : مجيء الساعة . فوجا : جماعة . يُوزَعون : يمنعون ويجمعون ويزجرون . ان هذا الكتاب الذي أُنزل على محمد يبين لبني إسرائيلَ حقيقةَ ما جاء في التوراة من عقائدَ وأحكام وقصص ، ويردّهم الى الصواب فيما اختلفوا فيه . وهو مصدرُ هداية للمؤمنين ، ورحمة لمن صدَّق به وعمل بما فيه ، يرحمهم به الله من الشك والقلق والحَيرة . وبعد ان ذكر فضله وشرفه أتبعه دليلَ عدله فقال : { إِن رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُم بِحُكْمِهِ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْعَلِيمُ } فهو يفصِل بين الناس جميعاً يوم القيامة بعدله ، وهو العزيز الذي لا يُرَدُّ قضاؤه ، العليم بأفعال العباد واقوالهم . ثم امر رسوله الكريم ان يتوكل عليه وحده في جميع اموره ، فانه كافيه كلَّ ما يهمه ، وناصرُهُ على اعدائه ، لأنه على الحق الواضح : { فَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ إِنَّكَ عَلَى ٱلْحَقِّ ٱلْمُبِينِ } . ثم يمضي في تسلية الرسول صلى الله عليه وسلم وتأسيته على جموح القوم ولجاجهم في العناد واصرارهم على الكفر فيقول { إِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ ٱلْمَوْتَىٰ وَلاَ تُسْمِعُ ٱلصُّمَّ ٱلدُّعَآءَ إِذَا وَلَّوْاْ مُدْبِرِينَ } . انك ايها الرسول لا تستطيع هدايتهم ، لأنهم كالموتى في عدم الوعي ، وكالصم في فقدان السمع فليسوا مستعدّين لسماع دعوتك ، فلا أمل في استجابتهم للدعوة ، ولا في قبولهم للحق . ثم اكّد ما سلف وقطع اطماعه في ايمانهم فقال : { وَمَآ أَنتَ بِهَادِي ٱلْعُمْيِ عَن ضَلالَتِهِمْ إِن تُسْمِعُ إِلاَّ مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ } ولا تستطيع ان تهديَ الى الحق من عميتْ ابصارُهم وبصائرهم ، ولا يمكنك ان تُسمع الا من يقبل الايمان بآياتنا فانهم هم الذين يسمعون منك ويؤمنون برسالتك . وبعد ان ذكر الله ما يدل على كمال علمه وقدرته ، وأبان إمكان البعث والحشر والنشر ، ثم فصّل القولَ في إعجاز القرآن الكريم ، ونبه بذلك الى إثبات نبوة محمد لله - ذَكَرَ بعض أشراط الساعة ، وبعض مشاهدها ، ومقدِّمات القيامة وما يحدث من الاهوال حين قيامها ، فذكر خروج دابةٍ تكلِّم الناسَ وتبين للذين لا يؤمنون بآيات ربهم أنهم على الباطل . وانه حينئذ ينفخ في الصور فيفزع من في السماوات والأرض الا من شاء الله فيثبتهم ويطمئنهم ، وكل المخلوقات يأتون الى ربهم صاغرين . قراءات : قرأ ابن كثير : ولا يَسمع الصمُّ بفتح الياء ورفع الصم . والباقون : ولا تُسمع الصمَّ ، بضم تاءِ تسمع ونصب الصم . وقرأ حمزة وحده : وما انت تهدي العُمْي .