Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 27, Ayat: 86-93)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

الم يروا : الم يعلموا . ليسكنوا فيه : ليستريحوا فيه . مبصرا : ليبصروا فيه ويسعوا وراء معاشهم . الصُّور : البوق . داخرين : أذلاء صاغرين . جامدة : ثابتة في اماكنها . الحسنة : كل عمل صالح نافع . السّيئة : كل عمل مخالف للدين والنظام . فكُبَّتْ وجوهُهم : القيت منكوسة . البلدة : مكة . الم يعلموا ويشاهدوا بأنفسهم انا جعلنا الليل للراحة والهدوء ، والنهار واضحا للسعي وراء معاشهم وتدبير امورهم ، ان في ذلك لآيات دالةً على وجود الله ورحمته للمؤمنين . ويوم ينفخ اسرافيل في البوق ويدعى الناس للحساب يَفْزَعُ الناس ويخافون من هول ذلك اليوم الا من يشاء الله من المؤمنين فيطمئنهم ويجعلهم في امان . في ذلك اليوم ترى الجبال فتحسبها ثابتة ، مع انها تسير بسرعة هائلة كما قال تعالى : { وَيَوْمَ نُسَيِّرُ ٱلْجِبَالَ وَتَرَى ٱلأَرْضَ بَارِزَةً } [ الكهف : 47 ] ، ذلك من صنع الله الذي اتقن كل شيء وابدعه ، انه سبحانه كامل العلم بما يتصل الناس . ثم بين حال السعداء والاشقياء يومئذ فقال : { مَن جَآءَ بِٱلْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا … وَمَن جَآءَ بِٱلسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي ٱلنَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } . الذي يعملون في الدنيا الأعمالَ الصالحة آمنون في ذلك اليوم ، ولهم خير مما قدموا ، أما الذين كفروا وجحدوا واساؤا التصرف فانهم يكبّون على وجوههم في النار ، ويقال لهم هذا جزاء ما كنتم تعملون . ثم تأتي خاتمة السورة بتوجيهات قدسيّة من الله لرسوله الكريمِ والمؤمنين ، وبتنبيه المشركين الى ما هم فيه من الغفلة وسوءِ الحال ، فيقول الرسول عليه الصلاة والسلام : انما أُمِرتُ أن أعبد ربَّ هذه البلدة " مكة " الذي حرّمها الله ( حتى ينبه المشركين بأنهم على خطأ في عبادة الاصنام ، وتركِ عبادة رب البيت الذي له ملك كل شيء ) وأُمرت ان اكون من المسلمين له المخلصين في عبادتي وديني ، وان اتلو هذا القرآن على الناس ، فمن اهتدى فإنما يهتدي لخير نفسه ، ومن ضلّ فلست عليه حسيباً وانما أنا منذِرٌ للناس . وقل يا محمد : الحمد لله على ما افاض عليّ من نعم ، وسيريكم ربكم آياته فيكشف لكم في الدنيا عن آثار قدرته ، وفي الآخرة عن صدق ما اخبركم به فتعرفونها حق المعرفة ، وما هو بغافل عما يعمل المشركون . والحمد لله والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين .