Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 28, Ayat: 83-88)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

فرضَ عليك : أوجب عليك . لرادّك الى معاد : لمعيدك الى بلدك . ظهيرا : معينا . هالك : ذاهب ، معدوم . وجهه : ذاته . له الحكم : له القضاء . تلك الدارُ الآخرة ( وهي الجنة ) نجعلها للذين لا يريدون تكبراً في الأرض ولا فسادا ، والعاقبة الحميدة للمؤمنين المتقين . وفي الحديث الصحيح : " لا يدخل الجنةَ من كان في قلبه مثقالُ ذرة من كِبر ، فقال رجل : ان الرجل يحبّ ان يكون ثوبُه حسناً وفعله حسنا فقال عليه الصلاة والسلام : ان الله جميلٌ يحب الجَمال ، الكِبر بطر الحق ، وغمط الناس " رواه مسلم وابو داود . من جاء بالحسنة له يومَ القيامة أفضلُ منها والله يضاعف لمن يشاء ، ومن جاء بالعمل السيء فان الله لا يجزيه الا بمثل عمله ، وهذا منه سبحانه رحمة وتفضل . { إِنَّ ٱلَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ ٱلْقُرْآنَ لَرَآدُّكَ إِلَىٰ مَعَادٍ } ان الله الذي أنزل عليك القرآن وفرض عليك تلاوته والعملَ بما فيه - لمعيدُك الى الأرض التي اعتدتها ، وهي مكة ؛ او : إن المعادَ يوم القيامة ، فقل ربي أعلم بمن جاء بالهدى وما يستحقه من الثواب والنصر والتمكين في الأرض ، وبمن هو في ضلال مبين ، وما يستحقه من القهر والاذلال والعذاب المهين . { وَمَا كُنتَ تَرْجُوۤ أَن يُلْقَىٰ إِلَيْكَ ٱلْكِتَابُ إِلاَّ رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ … } ما كنت ايها الرسول تأمل ان ينزَّلَ عليك القرآن ، لكن الله أنزله عليك من عنده رحمةً بك وبأمتك ، فاذكر هذه النعمة ، وثابر على تبليغ الرسالة ، ولا تكن أنت ومن اتبعك عوناً للكافرين . ولا يمنعك الكافرون يا محمد من تلاوة آياتنا والعملِ بها بعدَ إذ أُنزلتْ اليك ، وادعُ الناس الى عبادة ربك وتوحيده ، ولا تكوننّ من المشركين . ولا تعبد مع الله آلهاً غيره ، فانه لا اله الا هو ، كل شيء فانٍ الا ذاتُه فإنها أزليّة ابدية ، له الحكمُ المطلَق النافذ وإليه تردّون يوم القيامة . وهكذا تختم هذه السورة الكريمة بتقرير قاعدة الدعوة الى وحدانية الله سبحانه ، وتفرده بالألوهية والبقاء والحكم والقضاء ، ليمض أصحاب الدعوات في طريقهم على هدى ، وعلى ثقة وعلى طمأنينة وفي يقين .