Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 29, Ayat: 41-45)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

بعد هذه الجولة في سورة العنكبوت ، والحديث عن الفتنة والابتلاء والاغراء وقصص بعض الانبياء وأممهم ، والذين بهرتهم قوى المال والجاه ، فظنوا انها تحميهم من الله - يضرب الله المثلَ لحقيقة القوى المتصارعة في هذه الميادين وانهم خاطئون بكل تقديراتهم ، وان هنالك قوة واحدة هي قوة الله ، وما عداها فهو هزيل ضعيف ، لن يحميهم الا كالعنكبوت الضعيفة التي اتخذت أوهنَ البيوت لحمايتها . ثم زاد الله الانكار توكيدا بقوله : { إِنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ } فكيف يتسنى للعاقل ان يترك القادر الحكيم ويعبد سواه ! ! ، بعد ذلك بين الله فائدة ضرب الامثال للناس ، وانه لا يدرك مغزاها الا ذوو الألباب الذين يعلمون ويعقلون . إن الإله الذي يستحق العبادة هو الذي { خَلَقَ ٱللَّهُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ بِٱلْحَقِّ } ، لا عبثا ولا لعباً بل لحكمة يعلمها المؤمنون ، وفي نظام دقيق لا يتخلف ولا يبطىء ولا يصدم بعضه بعضا . { إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَةً لِّلْمُؤْمِنِينَ } الذين تتفتح قلوبهم لآيات الله الكونية وعجائب هذا الكون الكبير . وبعد نهاية هذه الجولة العظيمة سلّى رسوله الكريم بتلاوة ما أوحى اليه من الكتاب ، وامره بإقامة الصلاة التي تنهى عن الفحشاء والمنكر ، هي اكبر مطهر للانسان حين يقيمها حق الاقامة . { وَلَذِكْرُ ٱللَّهِ أَكْبَرُ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ } . فذِكر الله اكبر من كل شيء ، واكبر من كل تعبد وخشوع . والله يعلم ما تفعلون من خيرٍ وشر فيجازيكم عليه . قراءات : قرأ ابو عمرو ويعقوب عاصم : ان الله يعلم ما يدعون من دونه ، بالياء ، والباقون : ان الله يعلم ما تدعون من دونه ، بالتاء .