Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 142-143)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

الجهاد : احتمال المشقة ومكافحة الشدائد . ويكون بالقتال وبذلِ المال في سبيل الله ، كما يكون بمجاهدة النفس لشهواتها أو لدفع الباطل ونصرة الحق . لا يزال الحديث موجّهاً الى من شهد معركة أُحد من المؤمنين . والقرآن يخاطبهم في الآية بصورة السؤال : لا تظنوا أيها المؤمنون أنكم تدخلون الجنة دون ان يتبين منكم المجاهدون الصابرون الذين تُطهّرهم المحن والشدائد . اعلموا ان طريق الجنة محفوف بالمكاره ، زادُه الصبر على مشاق الطريق ، فتحمّلوها . هنا يبين لنا سبحانه وتعالى ان طريق السعادة في الآخرة هو الصبر والجهاد في سبيل الله . كما أن طريقها في الدنيا هو اتباع الحق والتزام الإنصاف والعدل بين الناس . فسُنة الله واحدة لا تتبدل . { وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ ٱلْمَوْتَ … } . وهذا أيضاً خطاب لمن شهد وقعة أُحد من المسلمين ، فقد كان كثيرٌ من الصحابة الذين لم يشهدوا معركة بدر يلحّون في الخروج الى أحد حيث عسكر مشركو قريش ، ليكون لهم يومٌ كيوم بدر . قال ابن عباس : لما أخبرهم الله تعالى على لسان نبيه بما فعل لشهداء بدر من الكرامة ، رغبوا في الشهادة ، فتمَّنوا قتالاً يستشهدون فيه … فنزلتْ آية : لقد كنتم … تتمنون الموت قبل ان تلاقوا القوم ، فها أنتم أولاء ترون ما كنتم تتمنّونه وتنظرون اليه ، فما بالكم دهشتم عندما وقع الموت فيكم ، وما بالكم تحزنون وتضعفون ! وفي ذلك اليوم ثبت جماعة من الصحابة مع الرسول ( وكانوا نحو ثلاثين رجلا ) وذبّوا عنه الى ان انتهت المعركة ، فيما تزعزع كثير منهم وضعفوا . وحين ارتفعت الصيحة ان محمداً قد قُتل كان لها وقعها الشديد على المسلمين ، حتى إن الكثيرين منهم فروا مصعِّدين في الجبل ، والرسول عليه السلام يناديهم وهم مولّون ، حتى رجعوا اليه وثبّت الله قلوبهم . وهنا ينبّهنا القرآ الكريم الى ان الرسول بشرٌ يمكن ان يموت ، لكن رسالته تظل باقية الى الأبد .