Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 1-4)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
القيوم : القائم على كل شيء . الفرقان : القرآن ، لانه يفرق بين الحق والباطل . ألف لام ميم : وردت هذه الأحرف في فاتح عدد من السور ، وقد قدمنا الكلام عليها في أول سورة البقرة . والرأي المرجح أنها جاءت في أوائل السور لتنبيه المخاطبين الى ما يلقى بعدها من حديث يستدعي العناية بفهمه . روى الطبري في تفسيره ان الله عز وجل أخبر عباده ان الألوهية خاصة به دون ما سواه ، وان العبادة لا تجوز الا له . وقد افتتح السورة بنفي الألوهية عن غيره احتجاجاً منه على طائفة من النصارى ، قدمِتْ على رسول الله من نجران . وكانوا ستين راكباً فيهم اربعة عشر رجلاً من اشرافهم ، أميرهم العاقب ، واسمه عبد المسيح ، وهو صاحب مشورتهم الذي لا يصُدرون الا عن رأيه . وكان منهم أبو حارثة بن علقمة أخو بكر بن وائل ، أسقفهم وحبرهم وإمامهم , ولقد قدموا الى المدينة ، فدخلوا مسجد الرسول حين صلى العصر . وحانت صلاتهم فقاموا يصلّون في مسجد النبي ، فقال لأصحابه دعوهم . فصلّوا الى المشرق . فقام رؤساؤهم وكلّموا رسول الله في شأن المسيح ، وانه هو الله ، وابن الله ، وثالث ثلاثة . فقال لهم النبي : ألستم تعلمون انه لا يكون ولد الا وهو يشبه أباه ؟ قالوا بلى . قال : ألستم تعلمون ان ربنا حي لا يموت ، وان عيسى يأتي عليه الفناء ؟ قالوا : بلى ، قال : ألستم تعلمون ان ربنا قيّم على كل شيء يكلؤه ويحفظه ويرزقه . قالوا : بلى ، قال : فهل يملك عيسى من ذلك شيئا ؟ قالوا : لا ، قال : أفلستم تعلمون ان الله عز وجل لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء . قالوا : بلى ، قال : فهل يعلم عيسى من ذلك شيئا الا ما عُلِّم ؟ قالوا : لا ، قال : فان ربنا صوّر عيسى في الرحم كيف شاء ، فهل تعلمون ذلك ؟ قالوا : بلى ، قال : ألستم تعلمون ان ربنا لا يأكل الطعام ، ولا يشرب الشراب ولا يُحدث الحدث ؟ قالوا : بلى ، قال : ألستم تعلمون ان عيسى حملته امرأة كما تحمل المرأة ، ثم وضعته كما تضع المرأة ولدها ، ثم غُذي كما يغذّى الصبي ، ثم كان يَطعم الطعام ، ويشرب الشراب ، ويُحدث الحدث ؟ قالوا : بلى ، قال فكيف يكون هذا كما زعمتم ؟ قال : فعرفوا ثم أبَوا الا جحودا . فأنزل الله عز وجل { الۤمۤ ٱللَّهُ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ٱلْحَيُّ ٱلْقَيُّومُ } الى بضع وثمانين آية كما سيأتي . والمعنى ان الله واحد لا آله غيره ، وكل ما في العالم من تنسيق وإبداع يشهد بذلك . وهو الحي الذي لا يموت ، القائم بأمر هذا العالم يدبّره ويصرّفه . ولقد نزّل الله عليك يا محمد القرآن مشتملاً على جميع أصول الشرائع السماوية في الكتب السابقة ، ومصدّقا لها . وأنزل من قبله التوراة على موسى والانجيل على عيسى ، لهداية الناس . فلما انحرفوا عنهما أنزل الفرقان فارقاً بين الحق والباطل ، ومبيناً الرشد من الغي . انه الكتاب الصادق الدائم . اما الذين كفروا بآيات الله الناطقة بتوحيده وتنزيهه عما لا يليق بشأنه الجليل ، فقد كذّبوا بالقرآن أولاً ثم بسائر الكتب تبعاً لذلك . فلهم عذاب شديد . قراءات : قرأ أبو عمرو وابن ذكوان والكسائي ، " التوراة " بالإمالة في جميع القرآن . وقرأ نافع وحمزة بين اللفظين .