Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 31-32)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قل يا محمد : ان كنتم صادقين في دعواكم أنكم تحبون الله وتريدون ان يحبّكم الله ، فاتبعوني فما آمركم به وأنهاكم عنه ، لأن كل ذلك من عند الله . إنْ فعلتم ذلك أحبكم الله وأثابكم بالتجاوز عن خطاياكم ، وهو كثير الغفران والرحمة لعباده . لكن حب الله ليس دعوى باللسان ولا هياماً بالوجدان ، بل هو اتباعٌ لرسول الله وعملٌ بشريعة الله التي أتى بها نبيه الكريم . ان العمل هو الشاهد والأساس ، أما القول وحده فلفظ يصّرفه اللسان كيف شاء ، وقد يخدع به الناسَ ، لكنه لن يخدع به الله فقد وسع علمُه كل شيء . قال ابن كثير : " هذه الآية الكريمة حاكمة على كل من ادعى محبة الله وليس هو على الطريقة المحمدية . فإنه كاذب في نفس الأمر حتى يتّبع الشرع المحمدي في جميع أقواله وأعماله " . وروى انه لما نزل قوله تعالى { قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ … } قال عبد الله بن أُبيّ ، رأس المنافقين : ان محمداً يجعل طاعته كطاعة الله تعالى ، ويأمرنا ان نحبّه كما أحبَ النصارى عيسى ، فنزل قوله تعالى { قُلْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ } أطيعوا الله باتّباع أوامره واجتناب نواهيه ، وأطيعوا الرسول باتباع سّنته والاهتداء بهديه . فان أعرضوا عنك يا محمد ولم يجيبوا دعوتكم فهم كافرون بالله ورسوله ، والله تعالى لا يحب الكافرين أمثالهم .