Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 33-37)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
اصطفى : اختار . الذرية : الأولاد . نذرتُ : أوجبت على نفسي . محرراً : مخصَّصا لعبادة الله . أعيذها بك : أجيرها بك . الرجيم : المطرود من الخير . أنبتها نباتا حسنا : رباها تربية صالحة . كفلها زكريا : جعل زكريا كافلا لها . المحراب : الغرفة ، والمسجد ، وأشرف جهة في المسجد . أنى لكِ هذا ؟ : من اين لك هذا . بعد ان بين الله تعالى ان الدين الحق هو الإسلام ، وان اختلاف أهل الكتاب فيه كان بغياً منهم ، وان الفلاح منوط باتّباع الرسول الكريم وطاعته ذكر هنا بعضَ من اختارهم وجعل منهم الرسل الذين يبيّنون للناس طريق الله ومحبته . لقد اختار الله هؤلاء وجعلهم صفوة العالمين بجعل النبوة والرسالة فيهم كما اصطفى محمداً لتبليغ رسالته . فأول هؤلاء الصفوة المختارة آدم أبو البشر ، اصطفاه ربه واجتباه . ثم جاء بعده نوح ، أبو البشر الثاني . واصطفى ابراهيم وولديه . واختار آل عمران ومنهم عيسى وأمه . ولقد اختارهم ذريةً طيبة طاهرة ، فهم يتوارثون الطُّهر والفضيلة والخير . اذكر أيها النبي حال امرأة عمران حين ناجت ربها وهي حامل بنذْرِ ما في بطنها لخدمة الله تعالى قائلة : يارب ، إني نذرت ما في بطني خالصاً لخدمة بيتك ، فاقبل مني ذلك إنك أنت السميع لكل قول ، العليم بكل حال . فلما وضعت بنتا قالت معتذرة تناجي ربها : إني قد ولدت انثى ، ( وأنت اعلم بما ولدتُ ) ، وليس الذكر الذي تمنيت ان أنذره سادناً لبيتك كالأنثى التي وضعتها . ومع هذا فإني غير راجعة عما نويته من النذر . واذا كانت الأنثى غير جديرة بسدانة المعبد فلتكن من العابدات القانتات . إني أجيرها يا ربّ بحفظك ورعايتك من الشيطان الرجيم . فتقبّل الله مريم نذراً لأمها ، وأجاب دعاءها . وجعل زكريا كافلاً لها . فكان كلما دخل زكريا عليها محرابها فوجد عندها ألوانا من الطعام لم تكن توجد تلك الأيام قال لها : يا مريم من أين لك هذا والأيام جدب وقحط ؟ قالت : هو من عند الله الذي يرزق الناس جميعا ، ويرزق من يشاء من الناس بغير عدد ولا إحصاء . وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء . قراءات : قرأ ابن عامر وأبو بكر عن عاصم ويعقوب : " والله اعلم بما وضعتُ " على انه من كلامها .