Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 75-76)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
القنطار : مائة رطل والمراد هنا العدد الكثير . الأميون : غير اليهود ، وهنا العرب . ليس علينا في الأميين سبيل : لا مؤاخذة علينا مهما اغتصبنا من حقوقهم . بعد أن بيّن الله سلوك أهل الكتاب في الاعتقاد ، بيّن لنا هنا سلوكهم في المال والمعاملات ، فقال : ان منهم طائفة تشاكس المسلمين وتكيد لهم ليرجعوا عن دينهم ، وأخرى تستحلّ أكل أموالهم . وهي تزعم ان توراتهم لم تنههم الا عن خيانة بني اسرائيل وحدهم . لكن ذلك ليس عاماً ، فمنهم أفراد كعبد الله ابن سلام ، استودعه قرشيّ الفاً ومائتي أوقية من الذهب فأداها اليه . ومع هذا فان اغلب اليهود يستحلّون مال كل من لم يكن يهودياً . ينطلقون في ذلك من زعم أن غيرهم من العرب محتقر ، فلا حقوق لهم ، وليس على اليهود ذنب في أي إجرام يأتونه ضدهم . وهذه حال إسرائيل في الوقت الحاضر . ومعها النصارى المتهّودون في امريكا ، وعملاؤهم من الحكام في دول أخرى . روى ابن جرير في التفسير ، قال : " بايع اليهودَ رجال من المسلمين في الجاهلية ، فلما أسلموا تقاضَوهم ثمن بضاعتهم ، فقالوا : ليس لكم علينا أمانة ، ولا قضاء لكم عندنا ، لأنكم غيّرتم دينكم الذي كنتم عليه . وادّعوا أنهم وجدوا ذلك في كتابهم " . وروى عن سعيد بن جبير ان النبي صلى الله عليه وسلم لما نزلت هذه الآية قال : " كذب أعداءُ الله : ما من شيء كان في الجاهلية إلا وهو تحت قدميّ إلا الأمانة فانها مؤداة الى البر والفاجر " . ويقولون على الله الكذب متعمّدين في ذلك ، لأن ما جاء من عند الله فهو في كتابهم التوراة ، وهي بين أيديهم ، وليس فيها خيانة غير اليهود ولا أكل أموالهم بالباطل . بل إن في كتابهم " عليكم في الأميين سبيل " ، وعليكم الوفاء بعقودكم المؤجلة والأمانات . ومن أدى حق غيره في وقته وخاف فلم يُنقص ولم يماطل ، فانه يكون من الذين أحبهم الله مع المتقين . والقرآن لا يظلم اليهود بهذا القول ، فإن التلمود عندم مقدّس أكثر من التوراة ، وفيه جاءت هذه النصوص . يقول الدكتور روهلنج في كتابه " الكنز المرصود في قواعد التلمود " ترجمة الدكتور يوسف نصر الله : " لم يكتفِ اليهود بما جاء في توراتهم من تعاليم خبيثة تبيح الغدر والمكر وسفك الدماء ، فأخذ الربيّون والحاخامات يفسرون التوراة حسب أهوائهم وبالشكل الذي يرضي غرائزهم الشريرة ونزوعَهم الى عمل المنكرات واستعلاءهم على بقية أجناس البشر … الخ … " ويقدّس اليهود التلمود ويعتبرونه أهم من التوراة . وهم يرون أن من احتقر أقوال الحاخامات استحق الموت ، وانه لا خلاص لمن ترك تعاليم التلمود واشتغل بالتوراة وحدها ، لأن أقوال علماء التلمود أفضل مما جاء في شريعة موسى . وقد أورد الدكتور روهلنج في كتابه المذكور نخبة من تعاليم التلمود تفضح اليهود وتبين فساد عقيدتهم ، ومنها ما معناه " " ليس علينا في الأميّين سبيل " هذه . ومن النصوص التي اوردها الدكتور روهلنج ما يأتي : " الاسرائيلي عند الله أرفع من الملائكة ، فاذا ضرب أميّ اسرائيلياً فكأنه ضرب العزة الإلَهية ، ويستحق الموت . ولو لم يُخلق اليهود لانعدمت البركة من الأرض ولما خُلقت الأمطار والشمس . والفرق بين درجة الإنسان والحيوان كالفرق بين اليهودي وباقي الشعوب " . وهذا ما يطبقه النصارى المتهّودون في اوروبا وأمريكا في الوقت الحاضر . أما نصارى العرب فمواطنون لنا ، لهم ما لنا ، وعليهم ما علينا . وهناك نصوص كثيرة تقشعر منها الأبدان ، فمن أراد الزيادة فليرجع الى كتاب " الكنز المرصود " وأمثاله . قراءات : قرأ حمزة وأبو بكر وأبو عمرو " يؤده " و " لا يؤده " باسكان الهاء ، وقرأ قالون باختلاس كسرة الهاء فيهما . وكذا روي عن حفص . وقرأ الباقون بإشباع الكسرة في الهاء .