Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 31, Ayat: 1-11)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
لهو الحديث : كل ما يصد عن ذكر الله والحق . سبيل الله : دينه . هُزُوا : سخرية . وقْرا : صمما يمنعهم عن السماع . الرواسي : الجبال . تَميد : تضطرب . بثّ : فرّق . زوج كريم : صنف حسن . { الۤـمۤ } تقدم اكثر من مرة ان هذه الحروف قد ابتدأ الله بها بعض السور ، ليشير الى إعجاز القرآن . { تِلْكَ آيَاتُ ٱلْكِتَابِ ٱلْحَكِيمِ … } هذه آيات القرآن الكريم ، أنزلناها هدى ورحمة للذين يحسِنون فيما يقولون ويفعلون . والذين يقيمون الصلاةَ على أحسن وجه ، وفي وقتها ، ويتقنونها ، ويعطون الزكاةَ الى مستحقيها ، ويؤمنون إيماناً جازما بالآخرة والبعث والجزاء … هؤلاء هم المحسنون الذين يكون الكتابُ لهم هدى ورحمة ، وأولئك هم الفائزون . قراءات : قرأ حمزة وحفص : هدىً ورحمةً بالنصب ، والباقون : بالرفع . { وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ ٱلْحَدِيثِ … } ومن الناس من يشتري بماله الأحاديث الملهية ، وكتبَ الاساطير والخرافات ليصدّ بها الناس عن سبيل الله بغير علم ، { أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ } . روي ان النضر بن الحارث من بني عبد الدار ( صاحبَ لواء المشركين ببدر وأحَد شياطين قريش ) - كان يجلس لقريش ويحدّثهم بأخبار ملوكِ الفرس وخرافاتهم ، ويقول : انا احسنُ من محمد حديثاً ، انما يأتيكم بأساطير الأولين . وقد أسِر يومَ بدرٍ وقتل بمكان يقال له " الأثيل " . فكان النضر وامثاله كما يقول تعالى : { وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّىٰ مُسْتَكْبِراً كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِيۤ أُذُنَيْهِ وَقْراً فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } . قراءات : قرأ ابن كثير وابو عمرو : ليَضل عن سبيله بفتح الياء . والباقون : بالرفع . وقرأ حمزة والكسائي ويعقوب وحفص : ويتخذَها بنصب الذال . والباقون : بالرفع . وبعد ان ذكر الكتابُ حالَ الكافرين المعرِضين عن آيات الله ، تحدّث هنا عن حال المؤمنين العاملين وما ينتظرهم من جزاء فقال : { إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ ٱلنَّعِيمِ خَالِدِينَ فِيهَا وَعْدَ ٱللَّهِ حَقّاً وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ } . ونلاحظ ان القرآن عندما يذكر المؤمنين يصفهم ( بالعاملين ، الذين آمنوا وعملوا الصالحات ) وهذا يُفهمنا أن الإيمان وحدَه لا يكفي . وقد جزم الله بوعده وأوجبه على نفسه وهو الغني عن الجميع ، تفضّلاً منه وكرما . { خَلَقَ ٱلسَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا … } يتحدث الله هنا عن القدرة العظيمة وحكمته ، ودليلُ ذلك هذا الكونُ الهائل بجميع ما نرى من سماوات بغير عمد ، وجبالٍ تحفظ توازن الأرض ، وهذه الانواع التي لا تُحصى من المخلوقات المبثوثة في هذه الأرض ، وإنزالِ الماء الذي يُحيي الأرضَ فتُنْبتُ من كل زوج كريم ، بنظام دقيق متكامل ، متناسق التكوين ، ثم يقول بعد ذلك كله : { هَـٰذَا خَلْقُ ٱللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ ٱلَّذِينَ مِن دُونِهِ } . هذا الكون الكبير الهائل وما فيه من نظام هو من خلْق الله ، أروني ماذا خلق الذين تعبدونهم من دونه { بَلِ ٱلظَّالِمُونَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } .