Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 31, Ayat: 20-28)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أسبغ : أتم ، وسع . السعير : النار المتأججة . يُسْلم وجهه : يفوض أمره ويخلِص . محسن : مطيع لله . العروة الوثقى : اوثق الاسباب وامتنها . والعروة في اللغة مقبض الكوز ، والدلو . الوثقى : المتينة الشديدة . بذاتِ الصدور : القلوب وما يهجس فيها . نضطرهم : نُلزمهم . غليظ : شديد ثقيل . ألم تروا ان الله سخرّ لكم جميع ما في السماوات والأرض ، ووسّع عليكم نعمه وأتمّها على أحسن ما يكون ، ومع ذلك ففي الناس من يجادل في توحيد الله ووجوده بغير علمٍ يستند إليه ولا هدى ، ولا كتاب يستأنس به . قراءات : قرأ ابن كثير وعاصم وابن عامر : ولا تصعِّر بتشديد العين . والباقون : ولا تصاعر بألف من : صاعر يصاعر . وقرأ نافع : مثقالُ حبة برفع مثقال . والباقون : بالفتح . وقرأ نافع وابن كثير وابو عمرو وحفص " نِعَمَه " بالجمع والباقون نعمةً بالافراد . واذا قيل لهؤلاء المجادِلين الجاحدين : اتّبعوا ما أنزل الله على رسوله من الشرائع ، لم يجدوا ردّاً لذلك الا قولهم : { بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَآءَنَا } . ثم وبّخهم الله على تلك المقالة فقال : { أَوَلَوْ كَانَ ٱلشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَىٰ عَذَابِ ٱلسَّعِيرِ ! } . اما كان لهم عقلٌ يفكرون به ويتدبرون حتى يعلموا الحقَّ من الباطل ! ! يفضّلون اتّباع الشيطان الذي يقودهم الى النار ! ومن أخلصَ لله وهو محسن في جميع ما يقول ويعمل فقد تمسَّكَ من حَبْلِ الله بأوثقِ عراه { وَإِلَىٰ ٱللَّهِ عَاقِبَةُ ٱلأَمُورِ } اليه المصير والمرجع . ثم سلّى رسول الله على ما يلقاه من أذى المشركين وعنادهم فقال : { وَمَن كَفَرَ فَلاَ يَحْزُنكَ كُفْرُهُ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ } ومن كفر يا محمد فلا تحزن عليه ، إلينا مصيرهم فنخبرهم بما عملوا . إن الله يعلم ما يدور في صدورهم فضلاً عن علمه بظاهرهم . { نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلاً ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلَىٰ عَذَابٍ غَلِيظٍ } نحنُ نمتّع الكافرين في هذه الدنيا مدةً قصيرة ثم نوردهم جهنم ليذوقوا العذاب الشديد . ومن أعجبِ الأمور أنك ايها الرسول ان سألتَهم من خَلَقَ السماواتِ والأرض - ليقولُنّ خَلَقَها الله ، فقل الحمد لله على إلزامهم الحجة ، بل اكثرُ المشركين لا يعلمون ، وهم في جهلهم يعمهون . { لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْغَنِيُّ ٱلْحَمِيدُ } . لله ما في السماوات والأرض ، فلا يصحّ ان يُعبد فيهما غيره ، وهو الغني عن الناس المستحق للحمد . { وَلَوْ أَنَّمَا فِي ٱلأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلاَمٌ … } يبين الله تعالى ان نِعم الله وهذه المخلوقات لا حصر لها ، ولا يعلمها الا خالقها ، وان حكم الله وآياته وكلماته لا تنفد ولا تُحصر ولا تعدّ كما قال : { وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا } [ ابراهيم : 34 ] . لو تحولت كل اشجار الأرض اقلاما ، وصارت مياه البحار الكثيرة مداداً تُكتب به كلماتُ الله - لَفَنِيت الاقلامُ ونفد المداد قبل ان تنفد كلمات الله . قراءات : قرأ ابو عمرو ويعقوب : والبحرَ يمده بنصب البحر ، والباقون : والبحرُ بالرفع . ثم بين ان كل هذه الأمور هينة عليه سهلة لا تكلفه شيئا فقال : { مَّا خَلْقُكُمْ وَلاَ بَعْثُكُمْ إِلاَّ كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ } ما خلقكم ايها الناس من العدم ، ولا بعثكم من قبوركم ، في قدرة الله ، الا كخلْق نفس واحدة وبعثها ، انه سميع لأقوال عباده بصير بأفعالهم فيجازيهم عليها .