Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 33, Ayat: 50-52)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

آتيتَ أجورهن : اعطيت مهورهن . وما ملكت يمينُك : من الإماء التي جاءتك من المغانم . خالصةً لك : خاصة بك . حرج : ضيق ، مشقة . ترجِي : تؤخر ، تبعد . تؤوي اليك : تسكن معك . ومن ابتغيتَ ممن عزلتَ : ومن طلبتَ ممن ابعدتَ من نسائك . ذلك أدنى ان تقر اعينهن : ذلك أقرب ان تسر نفوسهن . في هذه الآياتِ الكريمة يبيّن الله لرسوله الكريمِ ما يحِلّ له من النساء ، وما في ذلك من خصوصية لشخصِه الكريم ولأهل بيته . يا أيها النبي : إنا أبحنا لك أزواجَك اللاّتي اعطيتَهن مهورَهن ، وأحللنا لكم ما ملكتْ يدُك من الجواري ، ويجوز لك ان تتزوج من بناتِ عمك ، وبناتِ عماتك ، وبناتِ خالك وبناتِ خالاتك اللاتي هاجرْن معك . ويجوز لك ان تتزوّج امرأةً مؤمنة ان وهبتْ نفسَها لك بلا مهر . وهذه الإباحةُ خالصة لك من دون المؤمنين ، أما غيْرك من المؤمنين إن وهبْت امرأةٌ نفسها له فيجوز أن يتزوّجها بمهر المِثْل . { قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِيۤ أَزْوَاجِهِـمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ } من شروط العقد الشرعي . لقد أحلَلنا لك ذلك لِكَيلا يكونَ عليك حَرَجٌ في نِكاح من تريدُ من الأصنافِ التي ذُكرتْ { وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً } . { تُرْجِي مَن تَشَآءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِيۤ إِلَيْكَ مَن تَشَآءُ } … الآية . يخّير الله الرسول الكريم في هذه الآية بأن يدنيَ إليه من يشاءُ من نسائه ويؤخّر منهنّ من يشاء . وإذا اراد ان يطلب واحدةً كان أبعدَها فله الخيارُ في ذلك دون حَرَجٍ او تضييق عليه . وكلُّ ذلك حتى يكنَّ مسروراتٍ قريراتِ الأعين ، ولا يحزنّ بل يرضين بما قَسَم بينهن ، ويعلمن أن هذا كلَّه بأمرِ الله وترخيصِه لرسوله الكريم . روى ابن جرير عن ابي رزين قال : لما نزلت آية التخيير السابقةُ خاف نساء النبي ان يطلّقهن فقلن : يا رسول الله ، لنا من مالك ومن نفسِك ما شئت ، ودعنا كما نحنُ ، فنزلت هذه الآية ، فأرجأ رسول الله خمساً من نسائه وهن : ام حبيبة ، وميمونة ، وصفية ، وجويرية ، وسودة ، فكان لا يقسم بينهن ما شاء ، يعني لم يجعل دورا في المبيت عندَهن منتظَما . وآوى اليه أربع نساء هن : عائشة ، وحفصة ، وزينب ، وأم سلمة ، وكان يقسِم بينَهن على السواء ، لكل واحدة ليلة . { وَٱللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قلُوبِكُمْ } من الميل الى بعضِهن دون بعض مما لا يمكن دفعُه ، { وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيماً حَلِيماً } . ثم ختم هذا الموضع بآيةِ كريمة فيها حكمان : ان لا يتزوج عليه الصلاة والسلام غيرَ نسائه التسعَ الموجودات في عصمته ، وان لا يستبدل بهن غيرَهن فقال : { لاَّ يَحِلُّ لَكَ ٱلنِّسَآءُ مِن بَعْدُ وَلاَ أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلاَّ مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيباً } . لا يحِل لك النساء بعد هؤلاء التسع اللاتي في عصمتك ، ولا أن تستبدلَ بهن ازواجاً غيرهن ، مهما كانت الواحدةُ بارعةً في الحسَب والجمال ، الا ما ملكتْ يمينك من الجواري ، وكان الله على كل شيء مطّلعا . قراءات : قرأ ابن كثير وابوعمرو وابو بكر عن عاصم : ترجىء بالهمزة ، والباقون : ترجي بدون همزة . وقرأ ابو عمرو وحده : لا تحل لك النساء بالتاء . والباقون : لا يحل لك النساء بالياء .