Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 34, Ayat: 22-30)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
ادعوا : نادوا . من شِرك : من شركة . من ظهير : معين . فزع عن قلوبهم : ذهب الخوف من قلوبهم . اجرمنا : اذنبنا . يفتح بيننا : يحكم بيننا . الفتّاح : الحاكم . قل أيها الرسول لهؤلاء المشركين : ادعوا هؤلاء الأصنام فليجلبوا إليكم نفعاً او يدفعوا عنكم ضرا ، إنهم لا يملكون وزن ذرةٍ من الهباء في السماوات ولا الارض ، وما لهم فيهما من شِركة ، وليس لله من هؤلاء الآلهة المزعومة من يعينه على تدبير شئون خلقه . ولا تنفع الشفاعة عند الله الا لمن يأذَن له ان يشفع عنده ، فالشفاعة مرهونةٌ بإذن الله ، والله لا يأذن في الشفاعة في غير المؤمنين . اما الذين جحدوا وأشركوا بالله فليسوا أهلاً لان يأذن بالشفاعة فيهم . ثم بعد ذلك بيَّن المشهد الذي تقع فيه الشهادة فقال : { حَتَّىٰ إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُواْ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُواْ ٱلْحَقَّ وَهُوَ ٱلْعَلِيُّ ٱلْكَبِيرُ } . وهذا يوم القيامة ، اذ يقف الناس وينتظر الشفعاء والمشفوع فيهم ان يأذن الله بالشفاعة لمن ينالون هذا المقام ، حتى اذا ذهب الفزع عن قلوبهم قال بعضهم لبعض : ماذا قال ربكم في الشفاعة ؟ قالوا : قال الحق ، وهو الإذن بالشفاعة لمن ارتضى ، وهم المؤمنون . { وَهُوَ ٱلْعَلِيُّ ٱلْكَبِيرُ } صاحب العلو والكبرياء ، يأذن ويمنع من يشاء كما يشاء . قل ايها النبي : من يأتيكم برزقكم من السماوات والأرض ، فان قالوا : لا ندري ، قل لهم : الله وحده هو الذي يرزق الجميع ، وإنا معشرَ المؤمنين او أنتم معشر المشركين - لعلى أحدِ الأمرين من الهدى او الضلال الواضح المبين . ثم قل لهم ايها الرسول : إنكم لا تُسألون عما ارتكبناه من ذنوب ، ونحن لا نُسأل عما تعملون . وقل لهم : الله يجمع بيننا وبينكم يوم القيامة ويقضي بيننا بالحق ، وهو الحاكم في كل أمرٍ ، العليم بحقيقة ما كان منا ومنكم ، وهو خير الحاكمين . وقل لهم ايها الرسول : أروني هؤلاء الذي عبدتموهم وجعلتموهم شركاءَ مع الله وهم لا يستحقون ! { كَلاَّ بَلْ هُوَ ٱللَّهُ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحْكِيمُ } ليس الأمر كما وصفتم ، فلا نظيرَ له تعالى والذين عبدتموهم لا يستحقون العبادة فهو ذو العزّة المنفر بها ، والحكيم في تدبيره للأمور وتصريفه . قراءات : قرأ ابو عمرو وحمزة والكسائي : لمن أُذن له بضم الهمزة . والباقون : أَذن بفتح الهمزة . وقرأ ابن عامر ويعقوب : اذا فَزَع بفتح الفاء والزاي ، والباقون : اذا فُزع بضم الفاء وكسر الزاي . { وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَآفَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً … } في هذه الآيات الكريمة يبيّن الله ان رسالة سيدنا محمد عامةٌ للناس أجمعين ، جاء مبشراً من أطاع بالثواب العظيم ، ومنذِرا من عصا بالعذاب الأليم . { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ } ، وهذا الجهل يحملهم على الإصرار على ما هم فيه من الضلال . { وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } تقدمت هذه الآية بالنص في سورة يونس 48 . قل لهم ايها الرسول : لا تستعجِلوا ، ان لكم ميعاد يوم عظيم ، لا تستأخرون عنه ساعة ولا تستقدمون . وان هذا اليوم كائنٌ لا محالة .